للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قال الله تعالى: لا ينبغي لعبدٍ لي) - وفي رواية: (لعبدي أن يقول: أنا خيرٌ من يونس بن متى).

وللبخاري (١): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال: أنا خيرٌ من يونس بن متى. فقد كذب).

قال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}. يخبر تعالى أنه فضل بعض الرسل على بعض، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} وقال ههنا: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} يعني موسى ومحمدًا صلى الله عليهما وسلم وكذلك آدم كما ورد به الحديث المروي في صحيح ابن حبان عن أبي ذر رضي الله عنه {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} كما ثبت في حديث الإسراء حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء في السماوات بحسب تفاوت منازلهم عند الله عز وجل (فإن قيل) فما الجمع بين هذه الآية وبين الحديث الثابت في الصحيحين عن أي هريرة قال: استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود، فقال اليهودي في قسم يقسمه: لا والذي اصطفى موسى على العالمين. فرفع المسلم يده فلطم بها وجه اليهودي فقال: أي خبيث؟ وعلى محمد صلى الله عليه وسلم؟ فجاء اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاشتكى على المسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تفضلوني على الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فأجد موسى باطشًا بقائمة العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور؟ فلا تفضلوني على الأنبياء). وفي رواية: (لا تفضلوا بين الأنبياء). فالجواب من وجوه (أحدها): أن هذا كان قبل أن يعلم بالتفضيل وفي هذا نظر. (الثاني): أن هذا قاله من باب الهضم والتواضع. (الثالث): أن هذا نهي عن التفضيل في مثل هذه الحال التي تحاكموا فيها عند التخاصم والتشاجر. (الرابع): لا تفضلوا بمجرد الآراء والعصبية. (الخامس): ليس مقام التفضيل إليك وإنما هو إلى الله عز وجل وعليك الانقياد والتسليم له والإيمان به). ا. هـ. (تفسير القرآن العظيم).


= مسلم (٤/ ١٨٤٦) - ٤٣ - كتاب الفضائل - ٤٣ - باب في ذكر يونس عليه السلام.
(١) البخاري (٨/ ٢٦٧) - ٦٥ - كتاب التفسير - ٢٦ - باب {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>