للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية (١) قال: جاء أبو بكر يضيف له - وأضاف له - فأمسى عند النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جاء، قالت له أمي: احتبست عند ضيفك - أو أضيافك - الليلة. فقال: أما عشيتيهم؟ فقالت: عرضنا عليه - أو عليهم - فأبوا. (أو أبى). فغضب أبو بكر، فسب وجدع، وحلف لا يطعمه، فاختبأت أنا فقال: با عنثر، فحلفت المرأة لا تطعمه، فحلف الضيف - أو الأضياف - أن لا يطعمه - أو لا يطعموه - حتى يطعمه، فقال أبو بكر: هذه من الشيطان. فدعا بالطعام فأكل وأكلوا، فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا ربت من أسقلها أكثر منها، فقال: يا أخت بني فراس، ما هذا؟ فقالت: وقرة عيني إنها الآن لأكثر [منها] قبل أن تأكل. فأكلوا، وبعث بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر أنه أكل منها.

وفي أخرى (٢): أنا أبا بكر تضيف رهطاً، فقال لعبد الرحمن: دونك أضيافك، فإني منطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فافرغ من قراهم قبل أن أجيء. فانطلق عبد الرحمن، فأتاهم بما عنده، فقال: اطعموا. فقالوا: أين رب منزلنا؟ قال: اطعموا. قالوا: ما نحن بآكلين حتى يجيء رب منزلنا. قال: اقبلوا عنا قراكم، فإنه إن جاء ولم تطعموا لنلقين منه. فأبوا، فعرفت أنه يجد علي، فلما جاء تنحيت عنه، قال: ما صنعتم؟ فأخبروه، فقال: يا عبد الرحمن فسكت، فقال: يا غنثر، أقسمت عليك إن كنت تسمع صوتي لما جئت. فخرجت فقلت: سل أضيافك. فقالوا: صدق، أتانا به. فقال: إنما انتظرتموني، والله لا أطعمه الليلة. فقال الآخرون: والله لا نطعمه حتى نطعمه. قال: لم أر في الشر كالليلة، ويلكم، ما لكم لا تقبلون عنا قراكم؟ هات طعامك. فجاء به فوضع يده، فقال: بسم الله، الأولى للشيطان. فأكل وأكلوا.

زاد في رواية (٣): فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، بروا وحنثت. قال: وأخبره، فقال: "بل أنت أبرهم وأخيرهم" قال: ولم تبلغني كفارة.


(١) البخاري (١٠/ ٥٣٥) - ٧٨ - كتاب الأدب - ٨٨ - باب قول الضيف لصاحبه: والله لا آكل حق تأكل.
(٢) البخاري (١٠/ ٥٣٤) - ٧٨ - كتاب الأدب - ٨٧ - باب ما يكره من الغضب والجزع عند الضيف.
ومسلم (٣/ ١٦٢٩) - ٣٦ - كتاب الأشربة - ٣٢ - باب إكرام الضيف.
(٣) مسلم: الموضع السابق.
(بر): الرجل فهو بار؛ إذا صدق.
(حنث) في اليمين: إذا نقض ما حلف عليه وخالفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>