للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

به الناس". قال: "فمسحه فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم. فأعطي شاة والداً، فأنتج هذان، وولد هذا، فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا وادٍ من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم". قال: "ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين، قد انقظعت بي الجبال، في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمال، بعيراً أتبلغ به في سفري. فقال: الحقوق كثيرة. فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك الناس، فقيراً فأعطاك الله؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر. فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت". قال: "وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثلما قال لهذا، فرد عليه مثل مارد على هذا، فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت". قال: "وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجلٌ مسكينٌ، وابن سبيل، انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلوغ لي اليوم إلا بالله، ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري. فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلى بصري، فخذ ما شئت، ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله. فقال: أمسك مالك، فإنما ابتليتم، فقد رضي عنك، وسخط على صاحبيك".

٨٦٦ - * روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اشترى رجل من رجلْ عقاراً له، فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره


= (شاة والدا) الشاة الوالد: هي التي قد عرف منها كثرة الولد والنتاج.
(فأنتج) أنتجها، أي: افتقدها عند الولادة - هكذا جاء لفظ الحديث "أنتج" - وإنما يقال: نتجت الناقة أنتجها، والناتج للنوق كالقابلة للنساء وقوله: "وولد هذا" أي فعل في شاته كما فعل ذلك في إبله وبقره.
(الحبال): جمع حبل، وهو العهد والذمام والأمان والوسياة، وكل ما يرجو منه خيراً أو فرجاً، أو يستدفع به ضرراً، والحبل: السبب، فكأنه قال: انقطعت بي الأسباب.
(فلا بلاغ): أي ليس لي ما أبلغ به غرضي.
(كابراً بي كابر): أي: ورثته عن آبائي وأجدادي.
(لا أجهدك): أي: لا أشق عليك في الأخذ والامتنان.
٨٦٦ - البخاري (٦/ ٥١٢) - ٦٠ - كتاب الأنبياء - ٥٤ - باب حدثنا أبو اليمان.
مسلم (٣/ ١٣٤٥) - ٣٠ - كتاب الأقضية - ١١ - باب استحباب إصلاح الحاكم بين الخصمين.
وابن ماجه (٢/ ٨٣٩) ١٨ - كتاب اللقطة، ٤ - باب من أصل ركازاً.=

<<  <  ج: ص:  >  >>