للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معهم، فكان يأكل من عمل يده، فإذا كان حين الصلاة قام يصلي، فرفع ذلك العمال إلى دهقانهم، أن فينا رجلاً يفعل كذا وكذا، فأرسل إليه، فأبى أن يأتيه ثلاث مرات، ثم إنه جاء" [أي: الدهقان] "يسير على دابته، فلما رآه فر" [أي: الملك] "فاتبعه فسبقه، فقال: أنظرني أكلمك". قال: "فقام حتى كلمه. فأخبره خبره، فلما أخبره أنه كان ملكاً وأنه فر من رهبة ربه قال: إني لأظنني لاحقاً بك". قال: "فاتبعه، فعبدا الله، حتى ماتا برميلة مصر". قال عبد الله: لو أني كنت ثم لاهتديت إلى قبريهما بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي وصف لنا.

٨٧٥ - * روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنساناً، ثم خرج يسأل، فأتى راهباً فسأله، فقال له: ألي توبة؟ قال: لا. فقتله، فجعل يسأل، فقال له رجل: ائت قرية كذا وكذا، فأدركه الموت فنأى بصدره نحوها، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة، وملائكة العذاب، فأوحى الله إلى هذه: أن تقربي، وأوحى الله إلى هذه: أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوجداه إلى هذه أقرب بشبر، فغفر له".

٨٧٦ - * روى الطبراني عن أبي عبد رب أنه سمع معاوية بن أبي سفيان على المنبر يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن رجلاً أسرف على نفسه فلقي رجلاً فقال: إن الآخر قتل تسعاً وتسعين نفساً كلهم ظلما فهل لي من توبة؟ قال: لا. فقتله وأتى آخر فقال: إن الآخر قتل مائة نفسٍ كلها ظلماً فهل تجد لي من توبةٍ؟ فقال: إن حدثتك على أن الله لا يتوب على من تاب كذبتك. ههنا قوم يتعبدون فائتهم تعبد الله معهم. فتوجه إليهم فمات على ذلك. فاجتمعت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فبعث الله إليهم ملكاً فقال: قيسوا ما بين


= (جهقانهم): الدهقان رئيس القرية.
٨٧٥ - البخاري (٦/ ٥١٢) - ٦٠ - كتاب الأنبياء - ٥٤ - باب حدثنا أبو اليمان.
مسلم ٢١١٩ - ٤٩ - كتاب التوبة - ٨ - باب قبول توبة القاتل.
٨٧٦ - مجمع الزوائد (١٠/ ٢١١). وقال: رواه الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح، غير أبي عبد رب وهو ثقة، ورواه أبو يعلى بنحوه كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>