للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولكنه استقال واعتزل، ثم كانت الفتنة والقتال بين ابن الزبير وبني أُميَّة، فسنة سبعين كانت سنة سبقتها إمرة الصبيان.

٩٠١ - * روى ابن ماجه عن أبي موسى؛ حدَّثَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "إنَّ بَيْنَ يَدَي السَّاعة لَهَرْجَاً". قال: قلتُ: يا رسولَ الله، ما الهَرْجُ؟ قال: "القَتْلُ". فقال بعضُ المسلمين: يا رسول الله، إِنَّا نَقتُل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "ليس بقتل المشركين ولكن يقتل بعضكم بعضاً، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته". فقال بعض القوم: يا رسول الله، ومعنا عقولنا، ذلك اليوم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "لا. تنزع عقول أكثر ذلك الزمان. ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم".

ثم قال الأشعري: وأيْم الله، إنِّي لأظنها مدركتي وإيَّاكُم. وأيم الله، مَا لي ولكم مِنْها مخرج، إن أدركتنا فيما عَهِد إلينا نبينا صلى الله عليه وسلَّم، إلا أن نخرج كما دخلنا فيها.

أقول: في الحديث إشارة إلى وقعة الحرة، وما بعدها من قتال على الملك والعصبيَّة دون تعقُّل. والله أعلم.

٩٠٢ - * روى ابن ماجه عن أبي ذرِّ؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "كيف أنت يا أبا ذرّ، وموتاً يُصيب الناسَ حتى يقومَ البيتُ بالوصيفِ؟ ". (يعني القبر).


٩٠١ - ابن ماجه (٢/ ١٣٠٩) كتاب الفتن، ١٠ - باب التثبيت في الفتنة. والحديث صحيح. ونحوه أحمد (٢/ ٢٩٤).
(لا) أي لا عقل معكم ذلك اليوم، ثمَّ بين ذلك بقوله: تنزع: أي لا يكون ذلك مع عقولكم بل تنزع عقول أكثر ذلك ذلك الزمان، لشدة الحرص والجهل.
(هباء) الهباء الذرات التي تظهر في الكوة بشعاع الشمس. والمراد: الحثالة مع الناس.
(إني لأظنها) أي تلك الحالة.
٩٠٢ - ابن ماجه (٢/ ١٣٠٨) ٣٦ - كتاب الفتن، ١٠ - باب التثبيت في الفتنة.
وأبو داود (٤/ ١٠١) كتاب الفتن والملاحم، باب في النهي عن السعي في الفتنة. وهو حسن.
(حتى يقوِّم): من التقويم، أي يقوم البيت بالوصيف.
(بالوصيف): المراد بالبيت القبر، وبالوصيف الخادم والعبد. أي يكون العبد قيمة القبر بسبب كثرة الأموال. وقيل: المراد بالبيت المتعارف. والمعنى أن البيوت تصير رخيصة لكثرة الموت وقلَّة من يسكنها، فيباع البيت بعبدٍ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>