للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قُلْتُ: مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ. (أَوْ قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ). قَالَ: "تَصَبَّرْ" قَالَ: "كَيْفَ أَنْتَ وَجُوعَاً يُصِيبُ النَّاسَ حَتَّى تَأْتِي مَسْجِدَكَ فَلَا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى فِرَاشِكَ، وَلَا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَقُومَ مِن ْ فِرَاشِكَ إِلَى مَسْجِدِك؟ " قَالَ: قُلْتُ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. (أَوْ مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ). قَالَ: "عَلَيْكَ بِالْعِفَّةِ". ثُمَّ قَالَ: "كَيْفَ أَنْتَ وَقَتْلَاً يُصِيبُ النَّاسَ حَتَّى تَغْرَقَ حِجَارَةُ الزَّيْتِ بِالدَّمِ؟ " قُلْتُ: مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ. قَالَ: "الحَقْ بِمَنْ أَنْتَ مِنْهُ". قَالَ؛ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا آخُذُ سَيْفِي فَأَضْرِبَ بِهِ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ شَارَكْتَ الْقَوْمَ إِذَاً! فَإِنْ دَخَلَ بَيْتِي؟ قَالَ: "إِنْ خَشِيتَ أَنْ يَبْهَرَك شُعَاعُ السَّيْف، فَأَلْقِ طَرَف رِدَائِكَ عَلَى وَجْهِكَ فَيَبُوءَ بِإِثْمِه وإِثْمِكَ، فَيَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ".

أقول: في الحديث إشارة إلى الطاعون الذي أصاب جيش الصَّحابة في الشَّام، وفيه إشارة إلى المجاعة التي حدثت في زمن عُمَر وسُمِّي عامها عام الرمادة، وفيه إِشارة إلى وقعة الحرة. وكل ذلك قد وقع، ففي الحديث معجزات متعددة وفي الحديث التالي ذِكر لبعض مما مر في هذا الحديث.

٩.٣ - * روى أبو داود عن أبي ذر الغِفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "يا أبا ذَرٍّ". قلتُ: لَبَّيْك يا رسول الله وسعديك ... فذكر الحدث. كذا قال أبو داود، ولم يذكر لفظه، وقال فيه: "كيف أنت إذا أَصابَ الناسَ موتٌ يكون البيت فيه بالوَصيف؟ " قلتُ: الله ورسوله أعلم- أو قال: ما خارَ اللهُ لي ورسولُه- قال: "عليك بالصبر"- أو قال: "تَصَبَّر"- ثم قال لي: "يا أَبا ذَرٍّ". قلت: لبيك


= (حجارة الزيت) موضع بالمدينة في الحرة سمي بها لسواد الحجارة، كأنها طُلِيَّت بالزيت، أي الدم يعلو حجارة الزيت ويسترها لكثرة القتلى وهذا إشارة إلى وقعة الحرة التي كانت في زمن يزيد.
(بمن أنت منه) أي بأهلك وعشيرتك.
(إن خشيت أن يُبْهِرك شعاع السيف) أي إن غلبك ضوء السيف وبريقه، فَغَطِّ وجهك حتى يقتلك.
(يبوء) باء بالإثمِ يبوء: إذا رجع حاملاً له.
٩٠٣ - أبو داود (٤/ ١٠١) كتاب الفتن باب النهي عن السَّعي في الفتنة، وهو حديثٌ حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>