للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أهلِ الوبرِ، السكينةُ في أهل الغنم".

ولمسلم (١) أنه قال: "الإيمانُ يمانٍ، والكفرُ قِبَلُ المشرق، والسكينةُ في أهل الغنم، والفخر والرياءُ في الفدَّادين أهلِ الخير والوبر".

٩١٦ - (٢) اري عن ابن مسعودٍ البَدْري رضي الله عنه، يبلُغُ به النبي صلى الله عليه وسلَّم قال: "من ها هنا جاءتِ الفتنُ نحو المَشرقِ، والجَفاءُ والقسوةُ وغِلَظُ القلوبِ في الفدَّادين، أهلِ الوبَر عند أصولِ أذناب الإبل والبقر، في ربيعةَ ومُضَرَ".

أقول: في النصوص التي مرَّت آنفاً ذِكر المشرق بإطلاق، وذكرت نجد والعراق: إن كان المراد بنجد نجداً المعروفة ففي النص إشارة إلى مسليمة الكذَّاب وفتنة القرامطة وأمثال ذلك، وأمَّا العراق فقد ظهرت فيها الخارجيَّة وفتنة الحجَّاج، وفي كل الأحوال ففي النصوص معجزة وقعت.

تعقيب: لقد كثرت الأحاديث التي تتحدَّت عما سيكون بعده عليه الصلاة والسلام في جيل الصحابة، وعن مرحلة الخلافة الراشدة والأمويَّة، فإنك تجد مئات المعجزات أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أنها كائنة ووقعت.

ولقد مرَّ معنا في هذا القسم الكثير منها أثناء الكلام عن الفرق والفتن خاصة فتنة الخوارج، أمَّا القسم الأكبر منها فقد مرَّ معنا في قسم السيرة النبويَّة أثناء الكلام عن النبوءات وعن تراجم الأزواج والآل والخلفاء الراشدين وبعض الصحابة مما يعتبر كله جزءاً من هذه الفقرة، فليراجع رسالته عليه الصلاة والسلام، فكيف وأعلام رسالته أكثر من أن يُحاط بها.

* * *


=والموطأ (٢/ ٩٧٠) ٥٤ - كتاب الاستئذان، ٦ - باب ما جاء في أمر الغنم.
(١) مسلم (١/ ٧٢) ١ - كتاب الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان.
٩١٦ - البخازي (٦/ ٥٢٦) ٦١ - كتاب المناقبظن ١ - باب قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى}.
(الجفاء): الغِلظة والقسوة والصلابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>