للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التركية إذ جاءها عذاب من فوقها ومن تحتها.

أما المسخ الباطني فما أكثره فلقد شهدنا قلوب الشياطين في جثمان إنس، وقلوب الذئاب في لبوس الضأن، وكلها معان تحدثت عنها النصوص.

٩٤٩ - * روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال -عند قرب وفاته: ألا أحدثكم حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يحدثكم به أحد عنه بعدي؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تقوم الساعة" -أو قال: "إن من أشراط الساعة -: أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويفشو الزنا، ويذهب الرجال، ويبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد".

وفي رواية (١): "يظهر الزنا، ويقل الرجال، ويكثر النساء".

أقول: قوله عليه الصلاة والسلام (أن يرفع العلم): يفسره الحديث الذي يذكر أن رفع العلم يكون بموت العلماء فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا، وقد ظهر مثل هذا في عصرنا والمراد بالعلم: العلم الشرعي، ولكن المرجو أن نكون على أبواب نهضة علمية يتلافى فيها مثل هذا، وقد يتكرر ظهور مثل هذا الشأن.

وقوله عليه الصلاة والسلام (حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد): ذكرنا أن مثل هذا وقع في بعض الأقطار أثناء الحرب العالمية الأولى ويحتمل أن ذلك كائن فيما بعد.

وقد قلت بمناسبة هذا الحديث بمناسبة ما يلي: لقد أصبح الخمر في أكثر بلدان الإسلام مرخصاً به من أكثر الحكومات وأصبحت قوانين أكثر البلدان الإسلامية تعتبر الزنا جريمة من النوع الثالث أو الرابع، وأصبح الزنا بالتراضي كثيراً شائعاً، بل وجد المتخصصون في المتاجرة بالزنا.


٩٤٩ - البخاري (١/ ١٧٨) ٣ - كتاب العلم، ٢١ - باب رفع العلم وظهور الجهل.
مسلم (٤/ ٢٠٥٦) ٤٧ - كتاب العلم، ٥ - باب رفع العلم وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان.
والترمذي: (٤/ ٤٩١) ٣٤ - كتاب الفتن، ٣٤ - ما جاء في أشراط الساعة. وقال حديث: حسن صحيح.
(قيم واحد) قيم المرأة: زوجها، لأنه يقوم بأمرها، وبما يحتاج إليه من نفقة وغيرها.
(١) البخاري (١٢/ ١١٣، ١١٤) ٨٦ - كتاب الحدود، ٢٠ - باب إثم الزناة.

<<  <  ج: ص:  >  >>