للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: ذاك إذا مرجت أماناتهم وعهودهم فصاروا هكذا" وشبك بين أصابعه، قال: كيف أصنع يا رسول الله؟ قال: "تعمل بما تعرف وتدع ما تنكر وتعمل بخاصة نفسك وتدع عوام الناس".

أقول:

في عصرنا كل حزب يأخذ عهداً ومن يتصدر لإمرة الجماعات الإسلامية والمشيخة يأخذون عهوداً، وكل حكم جديد يأخذ عهداً وتختلط العهود ويصبح العهد وكأنه لا قيمة له، ففي الأحاديث معجزة وقعت وتقع، وفيها تعريف للمسلم كيف يتصرف في مثل هذه الأحوال وعلى علماء المسلمين أن يكثروا دائرة الخواص، وأن يكون فيما بينهم تواص وتواصل وتشاور فيما ينبغي.

٩٦٧ - * روى البزار عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله، وحتى يمطر الناس مطراً ولا تنبت الأرض وحتى يكون للخمسين امرأة القيم الواحد وحتى تمر المرأة بالنعل فتقول لقد كان لها مرة رجل".

أقول:

القسم الأول من الحديث يكون بعد وفاة المسيح عليه الصلاة والسلام ووفاة المؤمنين جميعاً، ولقد مرت على بعض المسلمين في الحرب العالمية الأولى الصورة التي ذكرتها تتمة الحديث إذ حشر الرجال للحرب ولم يبق إلا النساء. وقوله عليه السلام: (وحتى تمر المرأة بالنعل): معناه أن المرأة ترى نعال الرجال ولا تجد أصحابها فتذكر أن هذه النعال كان يلبسها ناس ذهبوا.

٩٦٨ - * روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


٩٦٧ - كشف الأستار (٤/ ١٥٠).
مجمع الزوائد (٧/ ٣٣١). وقال: في الصحيح بعضه. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
٩٦٨ - مسلم (٤/ ٢٢٢٨) ٥٢ - كتاب الفتن وأشراط الساعة -١٥ - باب سكنى المدينة وعمارتها قبل الساعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>