للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شيئًا، قد حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا لم أنسه بعد، سمعته يقول: "أول الآيات خروجًا: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيتهما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريبًا".

وروى أبو داود نحو الثانية (١)، وقال في آخرها: قال عبد الله: وكان يقرأ الكتب، وأظن أولها خروجا: طلوع الشمس من مغربها.

١٠٢٠ - * روى الترمذي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قال: دخلت المسجد حين غابت الشمس والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فقال: "يا أبا ذر، أين تذهب هذه؟ " قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنها تذهب تستأذن في السجود، فيؤذن لها، وكأنها قد قيل لها: اطلعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها" قال: ثم قرأ (وذلك مستقر لها) يس: ٣٨. وقال: وذلك في قراءة عبد الله بن مسعود.

أقول:

قوله عليه الصلاة والسلام (أين تذهب هذه؟): فيه من الحكمة النبوية مالا يحاط به فالشمس كما هو مقرر الآن تدور حول نفسها، وهي جزء من مجرتها تدور بدورتها، ودورة المجرة تستغرق ملايين السنين، والشمس مع مجموعتها من الكواكب تسير نحو كوكبة الجاثي بسرعة هائلة، فإذا تأملنا هذا وتأملنا قراءة ابن مسعود التي تعتبر تفسيرًا للحالة التي تسبق خروج الشمس من مغربها: "وذلك مستقر لها"، فبالإمكان أن نحتمل أن نقطة ما في الفضاء لن تتجاوزها الشمس في سيرها ثم تؤمر بالرجوع فيحدث نتيجة لذلك هذا الحدث الضخم الذي من آثاره أن تظهر الشمس من مغربها ثم يعود الأمر إلى ما كان، وعلى مقتضى ما نعرفه الآن من دوران الأرض، فالظاهر أن الأرض نفسها سيحدث لها شيء ما لفترة محدودة بأن ترجع إلى الوراء فتظهر الشمس وكأنها تشرق من المغرب ثم يعود الأمر إلى ما كان. وذلك نقوله بناء على معطيات عصرنا في أن الأرض تدور حول نفسها وأنها تدور


(١) أبو داود (٤/ ١١٤) كتاب الملاحم، باب أمارات الساعة.
١٠٢٠ - الترمذي (٥/ ٣٦٤) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ٣٧ - باب ومن سورة يس. وقال: حديث حسن صحيح.
قال ابن الأثير: وقد أخرج البخاري ومسلم هذا المعنى بأطول منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>