للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حول الشمس، إلا أنا لا نجزم بشيء في هذا الموضوع إلا ما ذكره النص، وكيفية ذلك عند الله علمها، وإنما نضطر أحياناً لذر بعض المعاني من باب تقريب الأمور لأنواع من الدارسين، وفي مسألتنا هذه ما أسهل على الله عز وجل أن يرجع الله دورة الكرة الأرضية إلى الوراء فتظهر الشمس من مغربها، إلا أنا ذكرنا الاحتمال الآخر، لأنه يجري على مقتضى عالم الأسباب، فبعض علماء الكون يذكرون احتمالاً أن تصل الشمس إلى نقطة ما في سيرها نحو كوكبة الجاثي ثم لا تتجاوزها.

وإنما شجعنا على أن نحاول هذه المحاولة في فهم النص أن للعلماء أكثر من اتجاه في فهمه. وكنموذج على تعدد الآراء فيه نذكر ما قاله النووي رحمه الله في شرح مسلم.

قال النووي:

هذا مما اختلف المفسرون فيه. قال جماعة بظاهر الحديث، قال الواحدي وعلى هذا القول إذا غربت ك ل يوم استقرت تحت العرش إلى أن تطلع من مغربها. وقال قتادة ومقاتل: معناه تجري إلى وقت لها وأجل لا تتعداه قال الواحدي: وعلى هذا مستقرها انتهاء سيرها عند انقضاء الدنيا. وهذا اختيار الزجاج وقال الكلبي تسير في منازلها حتى تنتهي إلى آخر مستقرها الذي لا تجاوزه ثم ترجع إلى أول منازلها واختار ابن قتيبة هذا القول والله أعلم. وأما سجود الشمس فهو بتمييز وإدراك بخلق الله تعالى فيها. أ. هـ.

١٠٢١ - * روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا رآها الناس آمن مَنْ عليها".

وفي رواية (١): "فإذا طلعت ورآها الناس، آمنوا أجمعون، فذلك حين


١٠٢١ - البخاري (٨/ ٢٩٦، ٢٩٧) ٦٥ - كتاب التفسير، ٦ - سورة الأنعام، ٩ - باب {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ}.
مسلم (١/ ١٣٧) ١ - كتاب الإيمان، ٧٣ - باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان.
وأبو داود (٤/ ١١٥) كتاب الملاحم، باب أمارات الساعة.
(١) البخاري (١١/ ٣٥٢) ٨١ - كتاب الرقاق، ٤٠ - باب حدثنا أبو اليمان.
ومسلم: الموضع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>