للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ليست من نوع الإنسان أصلاً، يُخرجها الله تعالى آخر الزمان من الأرض، وتخرُجُ وفي الناس مؤمن وكافر.

ويدل على ذلك ما أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" ص ٣٣٤، وأحمد في "مسنده" ٢: ٢٩٥ و ٤٩١، والترمذي في "سننه" ١٢: ٦٣ وحسنهُ، وابن ماجه في "سننه" ٢: ١٣٥١ واللفظُ له، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تخرج الدابة ومعها خاتم سليمان بن داود، وعصا موسى بن عمران، عليهما السلام، فتجلو وجه المؤمن- أي تنوره وتبيضه- بالعصا، وتخطم أنف الكافر- أي تسمه وتجعل عليه علامةً - بالخاتم، حتى إن أهل الحِواء- أي أهل الحي الذين يجمعهم ماء يستقون منه- ليجتمعون، فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر". ثم قال الألوسي: وهذا الخبر أقرب الأخبار المذكورة في الدابة للقبول". انتهى.

واستظهر الحاكم أبو عبد الله النيسابوري أن طلوع الشمس من مغربها يسبقُ خروج الدابة، ثم تخرجُ الدابة في ذلك اليوم أو الذي يقرب منه. قال الحافظ ابن حجر بعد نقله قول الحاكم في "فتح الباري" ١١: ٣٠٤: "والحكمةُ في ذلك أن عند طلوع الشمس من المغرب يُغلق بابُ التوبة فتخرج الدابة تميز المؤمن من الكافر تكميلاً للمقصود من إغلاق باب التوبة". انتهى. ففي المسألة قولان، رجح الحافظ ابن حجر منهما أسبقية طلوع الشمس من مغربها. أ. هـ (التصريح بما تواتر في نزول المسيح).

أقول:

مر معنا حديث مسلم الذي يذكر أن الدابة والدجال والشمس إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها فإذا كانت الدابة بعد طلوع الشمس من مغربها فلا إشكال أما إذا كانت قبل ذلك فعندئذٍ يكون لحديث مسلم الاحتمالان اللذان ذكرناهما هناك، وأما الحديث الذي أورده الشيخ عبد الفتاح في فائدته فبعض فقراته لها شواهد وبعض فقراته ضعفها بعضهم، والحديث وُجِدَ مَنْ حَسَّنه ووُجدَ من ضعفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>