للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيما يلي كلام الألوسي رحمه الله:

وببعضها على ما قيل: الدجال. والدابة. وطلوع الشمس من مغربها وهو المراد بالبعض أيضاً في قوله سبحانه: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} (١). وروى مسلم. وأحمد. والترمذي. وغيرهم عن أبي هريرة مرفوعاً ما هو صريح في ذلك: واستشكل ذلك بأن خروج عيسى عليه السلام بعد الدجال عليه اللعنة وهو عليه السلام يدعو الناس إلى الإيمان ويقبله منهم وفي زمنه خير كثير دنيوي وأخروي، وأجيب عنه بما لا يخلو عن نظر. والحق أن المراد بهذا البعض الذي لا ينفع الإيمان عنده طلوع الشمس من مغربها" أ. هـ. (روح المعاني).

١٠٢٦ - * روى أحمد عن أبي أُمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تخرجُ الدابةُ، فتسمُ الناس على خراطيمهم، ثم يُعمرون فيكم، حتى يشتري الرجل الدابة، فيقال: ممن اشتريت؟ فيقول من الرجل المخطم".

فائدة:

قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة عن الدابة:

هي المعنية بقوله تعالى في سورة النمل: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}.

قال الاحافظ ابن كثير في "تفسيره ٣: ٣٧٤: "هذه الدابة تخرج في آخر الزمان عند فساد الناس، وتركهم أوامر الله، وتبديلهم الدين الحق! يُخرج الله لهم دابةً من الأرض فتكلم الناس على ذلك". قال الألوسي في "روح المعاني" ٦: ٣١٤: "أي تكلمهم بأنهم لا يتيقنون بآيات الله تعالى الناطقة بمجيء الساعة ومباديها، أو بجميع آياته التي من جملتها تلك الآيات. وقُثصارى - أي غايةُ - ما أقول في هذه الدابة أنها دابةً عظيمة ذات قوائم،


(١) الأنعام: ١٥٨.
١٠٢٦ - أحمد (٥/ ٢٦٨).
مجمع الزوائد (٨/ ٦). وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عمر بن عبد الرحمن بن عطية وهو ثقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>