للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجوههم المجان المطرقة".

١٠٥٩ - * روى مسلم، عن عامر بن شراحيل الشعبي رحمه الله، أنه سأل فاطمة بنت قيسٍ أخت الضحاك بن قيسٍ -وكانت من المهاجرات الأول- فقال: حدثيني حديثًا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تسنديه إلى أحدٍ غيره. فقالت: لئن شئت لأفعلن. فقال: أجل حدثيني. فقالت: نكحت ابن المغيرة وهو من خيار شباب قريشٍ يومئذ، فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما تأيمت خطبني عبد الرحمن بن عوف في نفر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وخطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم على مولاة أسامة بن زيدٍ، وكنت قد حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحبني فليحب أسامة". فلما كلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت أمري بيدك فأنكحني من شئت. فقال: "انتقلي إلى أم شريك". وأم شريك امرأة غنية من الأنصار، عظيمة النفقة في سبيل الله، ينزل عليها الضيفان، فقلت: سأفعل. قال: "لا تفعلي، إن أم شريك كثيرة الضيفان، فإني أكره أن يسقط عنك حمارك، أو ينكشف الثوب عن ساقيك، فيرى القوم منك بعض ما تكرهين، ولكن انتقلي إلى ابن عمك عبد الله بن عمرو بن أم مكتوم". وهو رجل من بني فهر -فهر قريش- وهو من البطن الذي هي منه، فانتقلت إليه، فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي -منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم- ينادي: الصلاة جامعة. فخرجت إلى المسجد، فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكنت في النساء التي تلي ظهور القوم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، جلس على المنبر وهو يضحك، فقال: "ليلزم كل إنسانٍ مصلاه". ثم قال: "أتدرون لم جمعتكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "إني والله ما جمعتكم لرغبةٍ، ولا لرهبةٍ، ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلاً نصرانيًا، فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثًا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح


= وهو حديث حسن. وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب.
(المجان المطرقة): المجان جمع مجنة -وهو الترس، والمطرقة- التي ضوعف عليها العقب وألبسته شيئًا فوق شيء، يقال: أطرقت الترس: إذا فعلت به ذلك، وطارقت النعل: إذا جعلتها طبقًا فوق طبق وخصفتها.
١٠٥٩ - مسلم (٤/ ٢٢٦١ - ٢٢٦٤) ٥٢ - كتاب الفتن، ٢٤ - باب قصة الجساسة.
(تأيمت): المرأة: مات زوجها، أو فارقها.
(المسيح الدجال): الدجال: الكذاب، وهو اسم لهذا الرجل المشار إليه في الشرائع، وقيل سمي به لتمويهه على ... =

<<  <  ج: ص:  >  >>