للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: إنهم يزعمون أن معه أنهار الماء، وجبال الخبز. قال: "هو أهون على الله من ذلك".

وفي أخرى (١): إنهم يقولون: إن معه جبال خبز ولحمٍ، ونهر ماءٍ قال: "هو أهون على الله من ذلك".

علق ابن حجر على قوله عليه الصلاة والسلام: "هو أهون على الله من ذلك":

"قال عياض: معناه هو أهون من أن يجعل ما يخلقه على يديه مضلا للمؤمنين ومشككا لقلوب الموقنين، بل ليزداد الذين آمنوا إيمانًا ويرتاب الذين في قلوبهم مرض فهو مثل قول الذي يقتله ما كنت أشد بصيرة مني فيك، لا أن قوله "هو أهون على الله من ذلك" أنه ليس شيء من ذلك معه، بل المراد أهون من أن يجعل شيئًا من ذلك آية على صدقه، ولا سيما وقد جعل فيه آية ظاهرة في كذبه وكفره يقرؤها من قرأ ومن لا يقرأ زائدة على شواهد كذبه من حدثه ونقصه. قلت: الحامل على هذا التأويل أنه ورد في حديث آخر مرفوع "ومعه جل من خبز ونهر من ماء" أخرجه أحمد والبيهقي في البعث من طريق جنادة بن أبي أمية عن مجاهد قال: انطلقنا إلى رجل من الأنصار فقلنا حدثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدجال ولا تحدثنا عن غيره. فذكر حديثًا فيه "تمطر الأرض ولا ينبت الشجر، ومعه جنة ونار فناره جنة وجنته نار معه جبل خبز ... " الحديث بطوله ورجاله ثقات، ولأحمد من وجه آخر عن جناده عن رجل من الأنصار: "مع جبال الخبز وأنهار الماء" ولأحمد من حديث جابر: "معه جبال من خبز والناس في جهد إلا من تبعه، ومعه نهران" الحديث، فدل ما ثبت من ذلك على أن قوله: "هو أهون على الله من ذلك" ليس المراد به ظاهره وأنه لا يجعل على يديه شيئًا من ذلك، بل هو على التأويل المذكور" اهـ (فتح الباري).

١٠٥٨ - * روى الترمذي، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها: خراسان يتبعه أقام كأن


(١) مسلم (٤/ ٢٢٥٨)، في الموضع السابق.
١٠٥٨ - الترمذي (٤/ ٥٠٩) ٣٤ - كتاب الفتن، ٥٧ - باب ما جاء من أين يخرج الدجال. =

<<  <  ج: ص:  >  >>