للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ [البقرة/ ٧٥] ، والحِرْف: ما فيه حرارة ولذع، كأنّه محرّف عن الحلاوة والحرارة، وطعام حِرِّيف، وروي عنه صلّى الله عليه وسلم: «نزل القرآن على سبعة أحرف» «١» وذلك مذكور على التحقيق في «الرّسالة المنبّهة على فوائد القرآن» «٢» .

[حرق]

يقال: أَحْرَقَ كذا فاحترق، والحريق: النّار، وقال تعالى: وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ [الحج/ ٢٢] ، وقال تعالى: فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ [البقرة/ ٢٦٦] ، وقالُوا: حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ

[الأنبياء/ ٦٨] ، لَنُحَرِّقَنَّهُ [طه/ ٩٧] ، و (لنحرقنّه) «٣» ، قرئا معا، فَحَرْقُ الشيء:

إيقاع حرارة في الشيء من غير لهيب، كحرق الثوب بالدّق «٤» ، وحَرَقَ الشيء: إذا برده بالمبرد، وعنه استعير: حرق الناب، وقولهم: يحرق عليّ الأرّم «٥» ، وحرق الشعر: إذا انتشر، وماء حُرَاق:

يحرق بملوحته، والإحراق: إيقاع نار ذات لهيب في الشيء، ومنه استعير: أحرقني بلومه: إذا بالغ في أذيّته بلوم.

[حرك]

قال تعالى: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ

[القيامة/ ١٦] ، الحركة: ضدّ السكون، ولا تكون إلا للجسم، وهو انتقال الجسم من مكان إلى مكان، وربّما قيل: تَحَرَّكَ كذا: إذا استحال، وإذا زاد في أجزائه وإذا نقص من أجزائه.

[حرم]

الحرام: الممنوع منه إمّا بتسخير إلهي وإمّا بشريّ، وإما بمنع قهريّ، وإمّا بمنع من جهة العقل أو من جهة الشرع، أو من جهة من يرتسم أمره، فقوله تعالى: وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ [القصص/ ١٢] ، فذلك تحريم بتسخير، وقد حمل على ذلك:

وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها [الأنبياء/ ٩٥] ، وقوله تعالى: فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً

[المائدة/ ٢٦] ، وقيل: بل كان حراما عليهم من جهة القهر لا بالتسخير الإلهي، وقوله تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ

[المائدة/ ٧٢] ، فهذا من جهة القهر بالمنع، وكذلك قوله


(١) الحديث صحيح متفق عليه، ورواية البخاري: «إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيّسر منه» .
راجع: فتح الباري ٩/ ٢٣ كتاب فضائل القرآن، ومسلم ٢/ ٢٠٢، والتمهيد لابن عبد البر ٨/ ٢٧٢.
وقد ذكر أبو شامة في «المرشد الوجيز» هذا الحديث ورواياته كلها فمن أراد التوسع فليرجع إليه، ثم قال: (قال:
أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة) . المرشد الوجيز ص ٨٧.
(٢) وانظر: فتح الباري ٩/ ٢٥- ٣٠. [.....]
(٣) وبها قرأ ابن وردان عن أبي جعفر. راجع الإتحاف ص ٣٠٧.
(٤) في المجمل ١/ ٢٢٧ والحرق في الثوب من الدّق.
(٥) أي: يحك أسنانه بعضها ببعض غيظا.

<<  <   >  >>