للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأنواع الثّلاثة من الشّكر بالقلب واللّسان وسائر الجوارح. قال: اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ

[لقمان/ ١٤] ، وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ

[آل عمران/ ١٤٥] ، وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ

[النمل/ ٤٠] ، وقوله: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ

[سبأ/ ١٣] ، ففيه تنبيه أنّ توفية شكر الله صعب، ولذلك لم يثن بالشّكر من أوليائه إلّا على اثنين، قال في إبراهيم عليه السلام: شاكِراً لِأَنْعُمِهِ

[النحل/ ١٢١] ، وقال في نوح: إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً

[الإسراء/ ٣] ، وإذا وصف الله بالشّكر في قوله:

وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ [التغابن/ ١٧] ، فإنما يعنى به إنعامه على عباده، وجزاؤه بما أقاموه من العبادة. ويقال: ناقة شَكِرَةٌ: ممتلئة الضّرع من اللّبن، وقيل: هو أَشْكَرُ من بروق «١» ، وهو نبت يخضرّ ويتربّى بأدنى مطر، والشَّكْرُ يكنّى به عن فرج المرأة، وعن النكاح. قال بعضهم «٢» :

٢٧١-

أإن سألتك ثمن شكرها ... وشبرك أنشأت تطلّها

والشَّكِيرُ: نبت في أصل الشّجرة غضّ، وقد شَكَرَتِ الشّجرةُ: كَثُرَ غصنها.

[شكس]

الشَّكْسُ: السّيّئ الخلق، وقوله تعالى:

شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ

[الزمر/ ٢٩] ، أي:

متشاجرون لِشِكَاسَةِ خُلُقِهِمْ.

[شكل]

الْمُشَاكَلَةُ في الهيئة والصّورة، والنّدّ في الجنسيّة، والشّبه في الكيفيّة، قال تعالى:

وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ

[ص/ ٥٨] ، أي:

مثله في الهيئة وتعاطي الفعل، والشِّكْلُ قيل: هو الدّلّ، وهو في الحقيقة الأنس الذي بين المتماثلين في الطّريقة، ومن هذا قيل: الناس أَشْكَالٌ وألّاف «٣» ، وأصل الْمُشَاكَلَةُ من الشَّكْل.

أي: تقييد الدّابّة، يقال شَكَلْتُ الدّابّةَ.

والشِّكَالُ: ما يقيّد به، ومنه استعير: شَكَلْتُ الكتاب، كقوله: قيدته، ودابّة بها شِكَالٌ: إذا كان تحجيلها بإحدى رجليها وإحدى يديها كهيئة الشِّكَالِ، وقوله: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ

[الإسراء/ ٨٤] ، أي: على سجيّته التي قيّدته، وذلك أنّ سلطان السّجيّة على الإنسان قاهر


(١) في اللسان: البروق: نبت ضعيف ريان، واحدها بروقة.
يقال: أشكر من بروقة. وأقصف من بروقة. راجع: اللسان (برق) ، وأساس البلاغة ص ٢٠. [.....]
(٢) الكلام ليحيى بن يعمر، وقد قاله لرجل طالبته امرأته بمهرها.
وهو في عمدة الحفاظ (شكر) ، ومجالس ثعلب ٢/ ٤٦٥، وشرح أدب الكاتب ص ٧٦، تطلّها: تبطل حقّها.
(٣) انظر: البصائر ٣/ ٣٤١، وعمدة الحفاظ: شكل.

<<  <   >  >>