للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وخذ ميسوره ودع معسوره، فتقديره بأيّكم الفتون، وقال غيره: أيّكم المفتون «١» ، والباء زائدة كقوله: كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً [الفتح/ ٢٨] ، وقوله: وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ [المائدة/ ٤٩] ، فقد عدّي ذلك ب (عن) تعدية خدعوك لمّا أشار بمعناه إليه.

[فتى]

الفَتَى الطّريُّ من الشّباب، والأنثى فَتَاةٌ، والمصدر فَتَاءٌ، ويكنّى بهما عن العبد والأمة.

قال تعالى: تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ [يوسف/ ٣٠] . والفَتِيُّ من الإبل كالفتى من الناس، وجمع الفتى فِتْيَةٌ وفِتْيَانٌ، وجمع الفتاة فَتَيَاتٌ، وذلك قوله: مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ [النساء/ ٢٥] ، أي: إمائكم، وقال: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ [النور/ ٣٣] ، أي:

إماءكم. وَقالَ لِفِتْيانِهِ [يوسف/ ٦٢] ، أي:

لمملوكيه وقال: إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ [الكهف/ ١٠] ، إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ [الكهف/ ١٣] . والفُتْيَا والفَتْوَى: الجواب عمّا يشكل من الأحكام، ويقال: اسْتَفْتَيْتُهُ فَأَفْتَانِي بكذا. قال: وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ [النساء/ ١٢٧] ، فَاسْتَفْتِهِمْ [الصافات/ ١١] ، أَفْتُونِي فِي أَمْرِي [النمل/ ٣٢] .

[فتىء]

يقال: ما فَتِئْتُ أفعل كذا، وما فَتَأْتُ «٢» ، كقولك: ما زلت. قال تعالى: تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ

[يوسف/ ٨٥] .

[فجج]

الفَجُّ: شُقَّةٌ يكتنفها جبلان، ويستعمل في الطّريق الواسع، وجمعه فِجَاجٌ. قال: مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ

[الحج/ ٢٧] ، فِيها فِجاجاً سُبُلًا

[الأنبياء/ ٣١] . والفَجَجُ: تباعد الرّكبتين، وهو أَفَجُّ بيّن الفجج، ومنه: حافر مُفَجَّجٌ، وجرح فَجٌّ: لم ينضج.

[فجر]

الْفَجْرُ: شقّ الشيء شقّا واسعا كَفَجَرَ الإنسان السّكرَ «٣» ، يقال: فَجَرْتُهُ فَانْفَجَرَ وفَجَّرْتُهُ فَتَفَجَّرَ. قال تعالى: وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً [القمر/ ١٢] ، وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً [الكهف/ ٣٣] ، فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ

[الإسراء/ ٩١] ، تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً

[الإسراء/ ٩٠] ، وقرئ


(١) هذا الذي نسبه المصنف لغير الأخفش قد قاله الأخفش في معاني القرآن ٢/ ٥٠٥، والقول الأول الذي نسبه [استدراك] للأخفش هو قول الفراء، فقد قال الفراء: المفتون هاهنا بمعنى الجنون، وهو في مذهب الفتون، كما قالوا: ليس له معقول رأي. انظر: معاني القرآن ٣/ ١٧٣.
(٢) قال أبو زيد: ما فتأت أذكره، وما فتئت أذكره. وزاد الفراء: فتؤت أفتؤ. انظر: الهمز لأبي زيد ص ٢٣، والعباب:
(فتأ) .
(٣) سكر النهر: ما يسدّ به.

<<  <   >  >>