للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ [الجمعة/ ١٠] وقيل: نَشَرُوا في معنى انْتَشَرُوا، وقرئ: (وإذا قيل انْشُرُوا فَانْشُرُوا) [المجادلة/ ١١] «١» أي: تفرّقوا. والانْتِشَارُ:

انتفاخُ عَصَبِ الدَّابَّةِ، والنَّوَاشِرُ: عُرُوقُ باطِنِ الذِّرَاعِ، وذلك لانتشارها، والنَّشَرُ: الغَنَم المُنْتَشِر، وهو للمَنْشُورِ كالنِّقْضِ للمَنْقوض، ومنه قيل: اكتسى البازي ريشا نَشْراً. أي:

مُنْتَشِراً واسعاً طويلًا، والنَّشْرُ: الكَلَأ اليابسُ، إذا أصابه مطرٌ فَيُنْشَرُ. أي: يَحْيَا، فيخرج منه شيء كهيئة الحَلَمَةِ، وذلك داءٌ للغَنَم، يقال منه:

نَشَرَتِ الأرضُ فهي نَاشِرَةٌ. ونَشَرْتُ الخَشَبَ بالمِنْشَارِ نَشْراً اعتبارا بما يُنْشَرُ منه عند النَّحْتِ، والنُّشْرَةُ: رُقْيَةٌ يُعَالَجُ المريضُ بها.

[نشز]

النَّشْزُ: المُرْتَفِعُ من الأرضِ، ونَشَزَ فلانٌ: إذا قصد نَشْزاً، ومنه: نَشَزَ فلان عن مقرِّه: نَبا، وكلُّ نابٍ نَاشِزٌ. قال تعالى: وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا

فَانْشُزُوا [المجادلة/ ١١] ويعبّر عن الإحياء بِالنَّشْزِ والإِنْشَازِ، لكونه ارتفاعا بعد اتِّضاع. قال تعالى: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها

[البقرة/ ٢٥٩] ، وقُرِئَ بضَمِّ النون وفَتْحِهَا «٢» .

وقوله تعالى: وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَ

[النساء/ ٣٤] ونُشُوزُ المرأة: بُغْضُها لزَوْجها ورفْعُ نفسِها عن طاعتِه، وعَيْنِها عنه إلى غيره، وبهذا النَّظر قال الشاعر:

٤٤١-

إِذَا جَلَسَتْ عِنْدَ الإمامِ كأَنَّهَا ... تَرَى رُفْقَةً من ساعةٍ تَسْتَحِيلُهَا

«٣» وعِرْقٌ نَاشِزٌ. أيْ: نَاتِئٌ.

[نشط]

قال الله تعالى: وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً

[النازعات/ ٢] قيل: أراد بها النّجوم الخارجات من الشَّرْق إلى الغَرْب بسَيْرِ الفَلَك «٤» ، أو السّائِرَاتِ من المغرب إلى المشرق بسَيْرِ أنفسها.

من قولهم: ثور نَاشِطٌ: خارجٌ من أرض إلى أرض، وقيل: الملائكة التي تَنْشِطُ أرواحَ


(١) وهي قراءة شاذة.
(٢) وقراءة ننشزها بفتح النون وضم الشين قراءة شاذة قرأ بها الحسن. انظر: الإتحاف ص ١٦٢.
(٣) البيت للفرزدق يخاطب زوجته النوار، وهو من قصيدة مطلعها:
لعمري لقد أردى نوار وساقها ... إلى الغور أحلام قليل عقولها
وهو في ديوانه ص ٤١٦، والكامل للمبرد ٢/ ٤٣، وتفسير الراغب ورقة ١٧٦.
(٤) هذا قول أبي عبيد، حيث قال: هي النجوم تطلع ثم تغيب.
وقيل: يعني النجوم تنشط من برج إلى برج، كالثور الناشط من بلد إلى البلد.
والمشهور في تفسير الآية أنها الملائكة، وهو مروي عن ابن عباس وابن مسعود ومجاهد والسدي. انظر:
الدر المنثور ٨/ ٤٠٤، واللسان (نشط) .

<<  <   >  >>