للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لِلطَّيِّبِ: طَابٌ، وبالمدينة تمر يقال له: طَابٌ، وسمّيتِ المدينةُ طَيِّبَةً، وقوله: طُوبى لَهُمْ

[الرعد/ ٢٩] ، قيل: هو اسم شجرة في الجنّة «١» ، وقيل: بل إشارة إلى كلّ مُسْتَطَابٍ في الجنّة من بقاءٍ بلا فناءٍ، وعِزٍّ بلا زوالٍ، وغنى بلا فقرٍ.

[طود]

قال تعالى: كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ

[الشعراء/ ٦٣] ، الطَّوْدُ: هو الجبلُ العظيمُ، ووصفه بالعظم لكونه فيما بين الأَطْوَادِ عظيما، لا لكونه عظيما فيما بين سائر الجبال.

[طور]

طَوَارُ الدّارِ وطِوَارُهُ: ما امتدّ منها من البناء، يقال: عدا فلانٌ طَوْرَهُ، أي: تجاوز حدَّهُ، ولا أَطُورُ به، أي: لا أقرب فناءه. يقال: فعل كذا طَوْراً بعد طَوْرٍ، أي: تارة بعد تارة، وقوله:

وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً

[نوح/ ١٤] ، قيل: هو إشارة إلى نحو قوله تعالى: خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ [الحج/ ٥] ، وقيل: إشارة إلى نحو قوله: وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ [الروم/ ٢٢] ، أي:

مختلفين في الخَلْقِ والخُلُقِ. والطُّورُ اسمُ جبلٍ مخصوصٍ، وقيل: اسمٌ لكلّ جبلٍ وقيل: هو جبل محيط بالأرض «٢» . قال تعالى: وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ

[الطور/ ١- ٢] ، وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ [القصص/ ٤٦] ، وَطُورِ سِينِينَ

[التين/ ٢] ، وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ [مريم/ ٥٢] ، وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ [النساء/ ١٥٤] .

[طير]

الطَّائِرُ: كلُّ ذي جناحٍ يسبح في الهواء، يقال: طَارَ يَطِيرُ طَيَرَاناً، وجمعُ الطَّائِرِ: طَيْرٌ «٣» ، كرَاكِبٍ ورَكْبٍ. قال تعالى: وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ

[الأنعام/ ٣٨] ، وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً

[ص/ ١٩] ، وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ

[النور/ ٤١] وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ

[النمل/ ١٧] ، وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ

[النمل/ ٢٠] ، وتَطيَّرَ فلانٌ، واطَّيَّرَ أصله التّفاؤل بالطَّيْرِ ثمّ يستعمل في كلّ ما يتفاءل به ويتشاءم، قالُوا: إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ

[يس/ ١٨] ، ولذلك


(١) وهذا مرويّ عن النبي صلّى الله عليه وسلم، فقد أخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنّ رجلا قال: يا رسول الله، طوبى لمن رآك، وآمن بك.
قال: طوبى لمن رآني وآمن، وطوبى ثم طوبى لمن آمن بي، ولم يرني. قال رجل: وما طوبى؟ قال: «شجرة في الجنة مسيرة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها» انظر: الدر المنثور ٤/ ٦٤٤، والمسند ٣/ ٧١.
(٢) وهذا من الإسرائيليات مما لا يصح.
(٣) في اللسان: والطير: اسم لجماعة ما يطير، مؤنث، والواحد: طائر، والأنثى: طائرة.

<<  <   >  >>