للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٦١] ، ورجل مُعِمٌّ مُخْوِلٌ «١» ، واسْتَعَمَّ عَمّاً، وتَعَمَّمَهُ، أي: اتّخذه عَمّاً، وأصل ذلك من العُمُومِ، وهو الشّمول وذلك باعتبار الكثرة.

ويقال: عَمَّهُمْ كذا، وعَمَّهُمْ بكذا. عَمّاً وعُمُوماً، والعَامَّةُ سمّوا بذلك لكثرتهم وعُمُومِهِمْ في البلد، وباعتبار الشّمول سُمِّيَ المِشْوَذُ «٢» العِمَامَةَ، فقيل: تَعَمَّمَ نحو: تقنّع، وتقمّص، وعَمَّمْتُهُ، وكنّي بذلك عن السّيادة. وشاة مُعَمَّمَةٌ: مُبْيَضَّةُ الرّأس، كأنّ عليها عِمَامَةً نحو: مقنّعة ومخمّرة.

قال الشاعر:

٣٣٢-

يا عامر بن مالك يا عمّا ... أفنيت عمّا وجبرت عمّا

«٣» أي: يا عمّاه سلبت قوما، وأعطيت قوما. وقوله:

عَمَّ يَتَساءَلُونَ [عمّ/ ١] ، أي: عن ما، وليس من هذا الباب.

[عمد]

العَمْدُ: قصد الشيء والاستناد إليه، والعِمَادُ: ما يُعْتَمَدُ. قال تعالى: إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ

[الفجر/ ٧] ، أي: الذي كانوا يَعْتَمِدُونَهُ، يقال:

عَمَّدْتُ الشيء: إذا أسندته، وعَمَّدْتُ الحائِطَ مثلُهُ. والعَمُودُ: خشب تَعْتَمِدُ عليه الخيمة، وجمعه: عُمُدٌ وعَمَدٌ. قال: فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ

، [الهمزة/ ٩] وقرئ: فِي عَمَدٍ

«٤» ، وقال:

بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها

[الرعد/ ٢] ، وكذلك ما يأخذه الإنسان بيده مُعْتَمِداً عليه من حديد أو خشب. وعَمُودُ الصّبحِ: ابتداء ضوئه تشبيها بالعمود في الهيئة، والعَمْدُ والتَّعَمُّدُ في التّعارف خلاف السّهو، وهو المقصود بالنّيّة، قال: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً

[النساء/ ٩٣] ، وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ

[الأحزاب/ ٥] ، وقيل: فلان رفيع العِمَادِ «٥» أي: هو رفيع عند الِاعْتِمَادِ عليه، والعُمْدَةُ: كلُّ ما يعتمد عليه من مال وغيره، وجمعها: عُمُدٌ. وقرئ: فِي عَمَدٍ

«٦» والْعَمِيدُ: السَّيِّدُ الذي يَعْمُدُهُ الناسُ، والقلب الذي يَعْمُدُهُ الحزن، والسّقيم الذي يعمده


(١) قال ابن منظور: والعرب تقول: رجل معمّ مخول: إذا كان كريم الأعمام والأخوال كثيرهم. انظر: اللسان (عمم) .
(٢) المشوذ: العمامة، وجمعها: المشاوذ، ويقال: فلان حسن الشّيذة، أي: حسن العمّة.
(٣) البيت للبيد يرثي عمّه ملاعب الأسنة عامر بن مالك.
وهو في ديوانه ص ٢٠٥، وجمهرة اللغة ١/ ١١٤.
(٤) وهي قراءة شعبة وحمزة والكسائي وخلف. انظر: الإتحاف ص ٤٤٣، والإقناع لابن الباذش ٢/ ٨١٤.
(٥) انظر: المجمل ٣/ ٦٢٩، وأساس البلاغة ص ٣١٣.
قال قدامة بن جعفر: ويقال: عالي العماد، واري الزناد، رحيب الباع، مشبوح الذراع، ضخم الدسيعة، جمّ الصنيعة. انظر: جواهر الألفاظ ص ٥٥.
(٦) تقدمت قريبا.

<<  <   >  >>