للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والسَّفَنُ نحو النّقض لما يُسْفَنُ، وخصّ السَّفَنُ بجلدة قائم السّيف، وبالحديدة التي يَسْفِنُ بها، وباعتبار السَّفْنِ سمّيت السَّفِينَةُ. قال الله تعالى: أَمَّا السَّفِينَةُ [الكهف/ ٧٩] ، ثمّ تجوّز بالسفينة، فشبّه بها كلّ مركوب سهل.

[سفه]

السَّفَهُ: خفّة في البدن، ومنه قيل: زمام سَفِيهٌ: كثير الاضطراب، وثوب سَفِيهٌ: رديء النّسج، واستعمل في خفّة النّفس لنقصان العقل، وفي الأمور الدّنيويّة، والأخرويّة، فقيل:

سَفِهَ نَفْسَهُ

[البقرة/ ١٣٠] ، وأصله سَفِهَتْ نفسه، فصرف عنه الفعل «١» ، نحو: بَطِرَتْ مَعِيشَتَها [القصص/ ٥٨] ، قال في السَّفَهِ الدّنيويّ: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ

[النساء/ ٥] ، وقال في الأخرويّ: وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً [الجن/ ٤] ، فهذا من السّفه في الدّين، وقال: أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ

[البقرة/ ١٣] ، فنبّه أنهم هم السّفهاء في تسمية المؤمنين سفهاء، وعلى ذلك قوله: سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها [البقرة/ ١٤٢] .

[سقر]

من سَقَرَتْهُ الشمسُ «٢» ، وقيل: صقرته، أي:

لوّحته وأذابته، وجُعل سَقَرُ اسم علم لجهنّم قال تعالى: ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ [المدثر/ ٤٢] ، وقال تعالى: ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ [القمر/ ٤٨] ، ولمّا كان السَّقْرُ يقتضي التّلويح في الأصل نبّه بقوله: وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ [المدثر/ ٢٧- ٢٩] ، أنّ ذلك مخالف لما نعرفه من أحوال السّقر في الشاهد.

[سقط]

السُّقُوطُ: طرح الشيء، إمّا من مكان عال إلى مكان منخفض كسقوط الإنسان من السّطح، قال تعالى: أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا

[التوبة/ ٤٩] ، وسقوط منتصب القامة، وهو إذا شاخ وكبر، قال تعالى: وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً

[الطور/ ٤٤] ، وقال: فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ

[الشعراء/ ١٨٧] ، والسِّقَطُ والسُّقَاطُ: لما يقلّ الاعتداد به، ومنه قيل: رجل سَاقِطٌ لئيم في حَسَبِهِ، وقد أَسْقَطَهُ كذا، وأسقطت المرأة اعتبر فيه الأمران:


(١) قال السمين الحلبي: قوله: «نفسه» في نصبه سبعة أوجه، أحدها- وهو المختار-: أن يكون مفعولا به، لأنّ ثعلبا والمبرّد حكيا أنّ «سفه» بكسر الفاء يتعدّى بنفسه.
ثم ذكر، الثالث: أنه منصوب على إسقاط حرف الجرّ، تقديره: سفه في نفسه. وراجع: الدر المصون ٢/ ١٢٠، فقد أجاد وأفاد، وجمع وأوعى.
(٢) انظر: مجمل اللغة ٢/ ٤٦٦.

<<  <   >  >>