للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى: وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً

[الإنسان/ ١١] ، وقال: تَسُرُّ النَّاظِرِينَ

[البقرة/ ٦٩] ، وقوله تعالى في أهل الجنة: وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً

[الانشقاق/ ٩] ، وقوله في أهل النار:

إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً [الانشقاق/ ١٣] ، تنبيه على أنّ سُرُورَ الآخرة يضادّ سرور الدّنيا، والسَّرِيرُ: الذي يجلس عليه من السّرور، إذ كان ذلك لأولي النّعمة، وجمعه أَسِرَّةٌ، وسُرُرٌ، قال تعالى: مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ [الطور/ ٢٠] ، فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ [الغاشية/ ١٣] ، وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ [الزخرف/ ٣٤] ، وسَرِيرُ الميّت تشبيها به في الصّورة، وللتّفاؤل بالسّرور الذي يلحق الميّت برجوعه إلى جوار الله تعالى، وخلاصه من سجنه المشار إليه بقوله صلّى الله عليه وسلم: «الدّنيا سجن المؤمن» «١» .

[سرب]

السَّرَبُ: الذّهاب في حدور، والسَّرَبُ:

الْمَكَانُ الْمُنْحَدِرُ، قال تعالى: فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً [الكهف/ ٦١] ، يقال: سَرَبَ سَرَباً وسُرُوباً «٢» ، نحو مرّ مرّا ومرورا، وانْسَرَبَ انْسِرَاباً كذلك، لكن سَرَبَ يقال على تصوّر الفعل من فاعله، وانْسَرَبَ على تصوّر الانفعال منه. وسَرَبَ الدّمع: سال، وانْسَرَبَتِ الحَيَّةُ إلى جُحْرِهَا، وسَرَبَ الماء من السّقاء، وماء سَرَبٌ، وسَرِبٌ: متقطّر من سقائه، والسَّارِبُ: الذّاهب في سَرَبِهِ أيّ طريق كان، قال تعالى: وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ

[الرعد/ ١٠] ، والسَّرْبُ: جمع سَارِبٍ، نحو: ركب وراكب، وتعورف في الإبل حتى قيل: زُعِرَتْ سَرْبُهُ، أي: إبله. وهو آمن في سِرْبِهِ، أي: في نفسه، وقيل: في أهله ونسائه، فجعل السِّرْبُ كناية، وقيل: اذهبي فلا أنده سِرْبَكِ «٣» ، في الكناية عن الطّلاق، ومعناه: لا أردّ إبلك الذّاهبة في سربها، والسُّرْبَةُ: قطعة من الخيل نحو العشرة إلى العشرين. والْمَسْرَبَةُ: الشّعر المتدلّي من الصّدر، السَّرَابُ: اللامع في المفازة كالماء، وذلك لانسرابه في مرأى العين، وكان


(١) الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «الدّنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر» . أخرجه مسلم في كتاب الزهد برقم (٢٩٥٦) ، وأحمد في المسند ٢/ ٣٢٣، وابن ماجة (٤١١٣) .
وفي آخر عن عبد الله بن عمرو عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم قال: «الدنيا سجن المؤمن وسنته، وإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة» . أخرجه أحمد ١/ ٩١٧، والحاكم ٤/ ٣١٥.
(٢) انظر: الأفعال ٣/ ٥١١، والبصائر ٣/ ٢١١.
(٣) قولهم: اذهب فلا أنده سربك، أي: لا أردّ إبلك حتى تذهب حيث شاءت، أي: لا حاجة لي فيك، ويقولون للمرأة عند الطلاق: اذهبي فلا أنده سربك. فتطلق بهذه الكلمة، وكان هذا في الجاهلية، وأصل النده: الزجر.
راجع: اللسان (سرب) ، وعمدة الحفاظ: سرب.

<<  <   >  >>