للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طلبه، وخصّ المشي فيما بين الصّفا والمروة بالسعي، وخصّت السّعاية بالنميمة، وبأخذ الصّدقة، وبكسب المكاتب لعتق رقبته، والمساعاة بالفجور، والمسعاة بطلب المكرمة، قال تعالى: وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ

[سبأ/ ٥] ، أي: اجتهدوا في أن يظهروا لنا عجزا فيما أنزلناه من الآيات.

[سغب]

قال تعالى: أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ

[البلد/ ١٤] ، من السَّغَبِ، وهو الجوع مع التّعب، وقد قيل: في العطش مع التّعب، يقال: سَغِبَ سَغَباً وسُغُوباً «١» ، وهو سَاغِبٌ، وسَغْبَانُ، نحو: عطشان.

[سفر]

السَّفْرُ: كشف الغطاء، ويختصّ ذلك بالأعيان، نحو: سَفَرَ العمامة عن الرّأس، والخمار عن الوجه، وسَفْرُ البيتِ: كَنْسُهُ بِالْمِسْفَرِ، أي: المكنس، وذلك إزالة السَّفِيرِ عنه، وهو التّراب الذي يكنس منه، والإِسْفارُ يختصّ باللّون، نحو: وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ

[المدثر/ ٣٤] ، أي: أشرق لونه، قال تعالى:

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ

[عبس/ ٣٨] ، و «أَسْفِرُوا بالصّبح تؤجروا» »

من قولهم:

أَسْفَرْتُ، أي: دخلت فيه، نحو: أصبحت، وسَفَرَ الرّجل فهو سَافِرٌ، والجمع السَّفْرُ، نحو:

ركب. وسَافَرَ خصّ بالمفاعلة اعتبارا بأنّ الإنسان قد سَفَرَ عن المكان، والمكان سفر عنه، ومن لفظ السَّفْرِ اشتقّ السُّفْرَةُ لطعام السَّفَرِ، ولما يوضع فيه. قال تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ [النساء/ ٤٣] ، والسِّفْرُ: الكتاب الذي يُسْفِرُ عن الحقائق، وجمعه أَسْفَارٌ، قال تعالى: كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً [الجمعة/ ٥] ، وخصّ لفظ الأسفار في هذا المكان تنبيها أنّ التّوراة- وإن كانت تحقّق ما فيها- فالجاهل لا يكاد يستبينها كالحمار الحامل لها، وقوله تعالى: بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ

[عبس/ ١٥- ١٦] ، فهم الملائكة الموصوفون بقوله:

كِراماً كاتِبِينَ [الانفطار/ ١١] ، والسَّفَرَةُ:

جمع سَافِرٍ، ككاتب وكتبة، والسَّفِيرُ: الرّسول بين القوم يكشف ويزيل ما بينهم من الوحشة،


(١) قال السرقسطي: سغب وسغب لغتان، ولغة سغب بالضم: جاع.
وقال بعض أهل اللغة: لا يكون السّغب إلا الجوع مع التعب، وربما سمّي العطش سغبا، وليس بمستعمل، قال: والمصدر: السّغابة والسّغوب. انظر: الأفعال ٣/ ٥١٩.
(٢) الحديث عن رافع بن خديج قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «أسفروا بالفجر فإنّه أعظم للأجر» . أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح، وأحمد ٣/ ٤٦٥، وابن ماجة (٢٦٢) وصححه، والنسائي ١/ ٢٧٢، وقال البغوي:
هذا حديث حسن، وانظر: شرح السنة ٢/ ١٩٦.

<<  <   >  >>