للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كالأوّل، وقال: إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولًا نَبِيًّا [مريم/ ٥١] ، فحقيقة الإخلاص: التّبرّي عن كلّ ما دون الله تعالى.

[خلط]

الخَلْطُ: هو الجمع بين أجزاء الشيئين فصاعدا، سواء كانا مائعين، أو جامدين، أو أحدهما مائعا والآخر جامدا، وهو أعمّ من المزج، ويقال اختلط الشيء، قال تعالى:

فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ [يونس/ ٢٤] ، ويقال للصّديق والمجاور والشّريك: خَلِيطٌ، والخليطان في الفقه من ذلك، قال تعالى:

وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ

[ص/ ٢٤] ، ويقال الخليط للواحد والجمع، قال الشاعر:

١٤٧-

بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا

«١» وقال: خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً

[التوبة/ ١٠٢] ، أي: يتعاطون هذا مرّة وذاك مرّة، ويقال: أخلط فلان في كلامه: إذا صار ذا تخليط، وأخلط الفرس في جريه كذلك، وهو كناية عن تقصيره فيه.

[خلع]

الخَلْعُ: خلع الإنسان ثوبه، والفرس جلّه وعذاره، قال تعالى: فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ

[طه/ ١٢] ، قيل: هو على الظاهر، وأمره بخلع ذلك عن رجله، لكونه من جلد حمار ميّت «٢» ، وقال بعض الصوفية: هذا مثل وهو أمر بالإقامة والتمكّن، كقولك لمن رمت أن يتمكّن: انزع ثوبك وخفّك ونحو ذلك، وإذا قيل: خَلَعَ فلان على فلان، فمعناه: أعطاه ثوبا، واستفيد معنى العطاء من هذه اللفظة بأن وصل به على فلان، لا بمجرّد الخلع.

[خلف]

خَلْفُ: ضدّ القُدَّام، قال تعالى: يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ [البقرة/ ٢٥٥] ، وقال تعالى: لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ [الرعد/ ١١] ، وقال تعالى: فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً [يونس/ ٩٢] ، وخَلَفَ ضدّ تقدّم وسلف، والمتأخّر لقصور منزلته يقال له: خَلْفٌ، ولهذا قيل: الخلف الرديء، والمتأخّر لا لقصور منزلته يقال له: خلف، قال تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ [الأعراف/ ١٦٩] ، وقيل: سكت ألفا ونطق


(١) هذا شطر بيت لزهير، وعجزه:
وزوّدوك اشتياقا أية سلكوا
وهو مطلع قصيدته الكافية في ديوانه ص ٤٧.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٦/ ١٤٤ عن كعب وعكرمة وقتادة، وأخرجه ابن بطّة، وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة المرفوعة ١/ ٢٢٨: وهذا لا يصحّ.

<<  <   >  >>