للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ

[الأنفال/ ٢٠] أي:

لا تفعلوا ما فعل الموصوفون بقوله: وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً [نوح/ ٧] ولا ترتسموا قولَ من ذُكِرَ عنهم: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ [فصلت/ ٢٦] ويقال: وَلَّاهُ دُبُرَهُ: إذا انهزم.

وقال تعالى: وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ

[آل عمران/ ١١١] ، وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ

[الأنفال/ ١٦] ، وقوله: فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا

[مريم/ ٥] أي: ابنا يكون من أَوْلِيَائِكَ، وقوله: خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي

[مريم/ ٥] قيل: ابن العمّ، وقيل مَوَالِيهَ. وقوله: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِ

[الإسراء/ ١١١] ، فيه نفي الوَلِيِّ بقوله عزّ وجلّ: مِنَ الذُّلِّ إذ كان صالحو عباده هم أَوْلِيَاءُ اللهِ كما تقدم لكن مُوَالاتُهُمْ ليستولي هو تعالى بهم، وقوله: وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا

[الكهف/ ١٧] ، والوَلِيُّ:

المطرُ الذي يَلِي الوَسْمِيَّ، والمَوْلَى يقال للمعتِقِ، والمعتَقِ، والحليفِ، وابنِ العمِّ، والجارِ، وكلِّ من وَلِيَ أمرَ الآخرِ فهو وَلِيُّهُ، ويقال: فلان أَوْلَى بكذا. أي أحرى، قال تعالى:

النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ

[الأحزاب/ ٦] ، إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ [آل عمران/ ٦٨] ، فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما [النساء/ ١٣٥] ، وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ [الأنفال/ ٧٥] وقيل:

أَوْلى لَكَ فَأَوْلى

[القيامة/ ٣٤] من هذا، معناه: العقاب أَوْلَى لك وبك، وقيل: هذا فعل المتعدّي بمعنى القرب، وقيل: معناه انزجر.

ويقال: وَلِيَ الشيءُ الشيءَ، وأَوْلَيْتُ الشيءَ شيئا آخرَ أي: جعلته يَلِيهِ، والوَلَاءُ في العتق: هو ما يورث به، و «نهي عن بيع الوَلَاءِ وعن هبته» »

، والمُوَالاةُ بين الشيئين: المتابعة.

[وهن]

الوَهْنُ: ضعف من حيث الخلق، أو الخلق.

قال تعالى: قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي

[مريم/ ٤] ، فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ

[آل عمران/ ١٤٦] ، وَهْناً عَلى وَهْنٍ

[لقمان/ ١٤] أي: كلّما عظم في بطنها: زادها ضعفا على ضعف: وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ

[النساء/ ١٠٤] ، وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا [آل عمران/ ١٣٩] ، ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ

[الأنفال/ ١٨] .

[وهى]

الوَهْيُ: شقّ في الأديم والثّوب ونحوهما،


(١) عبد الله بن عمر يقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن بيع الولاء وعن هبته. أخرجه البخاري في العتق، باب بيع الولاء وهبته ٥/ ١٦٧، ومسلم برقم (١٥٠٦) .

<<  <   >  >>