للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الإسراء/ ٦] ، فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

[الشعراء/ ١٠٢] ، وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً [البقرة/ ١٦٧] ، لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً [الزمر/ ٥٨] والْكِرْكِرَةُ: رحى زَوْرِ البعير، ويعبّر بها عن الجماعة المجتمعة، والْكَرْكَرَةُ:

تصريف الرّيحِ السّحابَ، وذلك مُكَرَّرٌ من كَرَّ.

[كرب]

الكَرْبُ: الغمّ الشّديد. قال تعالى: فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ

[الأنبياء/ ٧٦] .

والكُرْبَةُ كالغمّة، وأصل ذلك من: كَرْبِ الأرض، وهو قَلْبُها بالحفر، فالغمّ يثير النّفس إثارة ذلك، وقيل في مَثَلٍ: الكِرَابُ على البقر «١» ، وليس ذلك من قولهم: (الكلاب على البقر) في شيء. ويصحّ أن يكون الكَرْبُ من:

كَرَبَتِ الشمس: إذا دنت للمغيب. وقولهم: إناء كَرْبَانُ، أي: قريب. نحو: قَرْبانَ، أي: قريب من الملء، أو من الكَرَبِ، وهو عقد غليظ في رشا الدّلو، وقد يوصف الغمّ بأنه عقدة على القلب، يقال: أَكْرَبْتُ الدّلوَ.

[كرس]

الكُرْسِيُّ في تعارف العامّة: اسم لما يقعد عليه. قال تعالى: وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ

[ص/ ٣٤] وهو في الأصل منسوب إلى الْكِرْسِ، أي: المتلبّد أي: المجتمع.

ومنه: الْكُرَّاسَةُ لِلْمُتَكَرِّسِ من الأوراق، وكَرَسْتُ البناءَ فَتَكَرَّسَ، قال العجاج:

٣٨٤-

يا صاح هل تعرف رسما مكرسا ... قال: نعم أعرفه، وأبلسا

«٢» والكِرْسُ: أصل الشيء، يقال: هو قديم الْكِرْسِ. وكلّ مجتمع من الشيء كِرْسٌ، والْكَرُّوسُ: المتركّب بعض أجزاء رأسه إلى بعضه لكبره، وقوله عزّ وجل: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ

[البقرة/ ٢٥٥] فقد روي عن ابن عباس أنّ الكُرْسِيَّ العلم «٣» ، وقيل:

كُرْسِيُّهُ ملكه، وقال بعضهم: هو اسم الفلك المحيط بالأفلاك، قال: ويشهد لذلك ما روي «ما السّموات السّبع في الكرسيّ إلّا كحلقة ملقاة بأرض فلاة» «٤» .


(١) قال ابن فارس: ويقولون: الكراب على البقر، كأنهم أرادوا كرب الأرض للحرث. ويقال: الكلاب على البقر، يراد: صدنا بالبقر الكلاب، ويقال: تأويله: خلّ أمرا وصناعته.
انظر: المجمل ٣/ ٧٨٣، وجمهرة الأمثال ٢/ ١٦٩، والأمثال ص ٢٨٤.
(٢) الرجز للعجاج، وهو في ديوانه ص ١٦، ومجاز القرآن ١/ ١٩٢، وتفسير القرطبي ٦/ ٤٢٧.
(٣) عن ابن عباس في قوله تعالى: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ قال: كرسيه: علمه، ألا ترى إلى قوله: وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما انظر: الدر المنثور ٢/ ١٦، والأسماء والصفات ص ٤٩٧.
(٤) الحديث تقدّم في مادة (عرش) . وقال ابن حجر: صحّحه ابن حبان، وله شاهد عن مجاهد، أخرجه سعيد بن منصور في التفسير بسند صحيح. فتح الباري ١٣/ ٤١١.

<<  <   >  >>