للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[النحل/ ٦٩] ، أي: منقادة غير متصعّبة، قال تعالى: وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا

[الإنسان/ ١٤] ، أي: سهّلت، وقيل: الأمور تجري على أذلالها «١» ، أي: مسالكها وطرقها.

[ذم]

يقال: ذَمَمْتُهُ أَذُمُّهُ ذَمّاً، فهو مَذْمُومٌ وذَمِيمٌ، قال تعالى: مَذْمُوماً مَدْحُوراً [الإسراء/ ١٨] ، وقيل: ذَمَّتُّهُ أَذُمُّهُ على قلب إحدى الميمين تاء.

والذِّمَام: ما يذّمّ الرّجل على إضاعته من عهد، وكذلك المَذَمَّةُ والمَذِمَّة. وقيل: لي مَذَمَّة فلا تهتكها، وأذهب مَذَمَّتَهُمْ بشيء، أي: أعطهم شيئا لما لهم من الذّمام. وأَذَمَّ بكذا: أضاع ذمامه، ورجل مُذِمٌّ: لا حراك «٢» به، وبئر ذَمَّةٌ:

قليلة الماء، قال الشاعر:

١٧٠-

وترى الذّميم على مراسنهم ... يوم الهياج كمازن الجثل

«٣» الذَّمِيم: شبه بثور صغار. يقال: أصله الذنة والذنين.

[ذنب]

ذَنَبُ الدّابة وغيرها معروف، ويعبّر به عن المتأخّر والرّذل، يقال: هم أذناب القوم، وعنه استعير: مَذَانِبُ التّلاع، لمسائل مياهها.

والمُذَنِّبُ «٤» : ما أرطب من قبل ذنبه، والذَّنُوبُ:

الفرس الطويل الذنب، والدّلو التي لها ذنب، واستعير للنّصيب، كما استعير له السّجل «٥» . قال تعالى: فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ [الذاريات/ ٥٩] ، والذَّنْبُ في الأصل: الأخذ بذنب الشيء، يقال: ذَنَبْتُهُ:

أصبت ذنبه، ويستعمل في كلّ فعل يستوخم عقباه اعتبارا بذنب الشيء، ولهذا يسمّى الذَّنْبُ تبعة، اعتبارا لما يحصل من عاقبته، وجمع الذّنب ذُنُوب، قال تعالى: فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ [آل عمران/ ١١] ، وقال: فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ [العنكبوت/ ٤٠] ، وقال: وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ [آل عمران/ ١٣٥] ، إلى غير ذلك من الآي.

[ذهب]

الذَّهَبُ معروف، وربما قيل ذَهَبَةٌ، ورجل ذَهِبٌ: رأى معدن الذّهب فدهش، وشيء


(١) انظر: البصائر ٣/ ١٨، والمجمل ٢/ ٣٥٤، والأساس ص ١٤٤.
(٢) انظر: المجمل ٢/ ٣٥٤، وأساس البلاغة ص ١٤٥.
(٣) البيت في اللسان (ذمم) بلا نسبة، وفيه في (جثل) ، والاشتقاق ص ١٨١ بلا نسبة أيضا.
والبيت للحادرة الذبياني، في جمهرة اللغة ١/ ٨٠، وديوان الأدب ١/ ٣٦٢ دون نسبة، وشمس العلوم ١/ ٢٩٢.
والجثل: جمع جثلة، وهي النملة السوداء، والمازن: بيض النمل.
(٤) المذنّب من الرّطب: ما أرطب من قبل ذنبه، انظر: المجمل ٢/ ٣٦١، والأساس ص ١٤٦.
(٥) قال ابن بري: السّجل: اسم الدلو ملأى ماء، والذّنوب إنما يكون فيها مثل نصفها ماء. ا. هـ. ويستعار السّجل للنصيب. قال الزمخشري: وأعطاه سجله من كذا، أي: نصيبه، كما يقال: ذنوبه. انظر: الأساس ص ٢٠٣.

<<  <   >  >>