للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعل يفعله الإنسان لا على سبيل الإكراه، فقولهم: هو مختار في كذا، فليس يريدون به ما يراد بقولهم فلان له اختيار، فإنّ الاختيار أخذ ما يراه خيرا، والمختار قد يقال للفاعل والمفعول.

[خوار]

قوله تعالى: عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ

[الأعراف/ ١٤٨] . الخُوَار مختصّ بالبقر، وقد يستعار للبعير، ويقال: أرض خَوَّارَة، ورمح خَوَّار، أي: فيه خَوَرٌ. والخَوْرَان: يقال لمجرى الرّوث «١» ، وصوت البهائم.

[خوض]

الخَوْضُ: هو الشّروع في الماء والمرور فيه، ويستعار في الأمور، وأكثر ما ورد في القرآن ورد فيما يذمّ الشروع فيه، نحو قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ: إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ

[التوبة/ ٦٥] ، وقوله: وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا

[التوبة/ ٦٩] ، ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ

[الأنعام/ ٩١] ، وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ [الأنعام/ ٦٨] ، وتقول: أَخَضْتُ دابّتي في الماء، وتخاوضوا في الحديث:

تفاوضوا.

[خيط]

الخَيْطُ معروف، وجمعه خُيُوط، وقد خِطْتُ الثوب أَخِيطُهُ خِيَاطَةً، وخَيَّطْتُهُ تَخْييطاً. والخِيَاطُ:

الإبرة التي يخاط بها، قال تعالى: حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ [الأعراف/ ٤٠] ، حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ

[البقرة/ ١٨٧] ، أي: بياض النهار من سواد اللّيل، والخيطة في قول الشاعر:

١٥٢-

تدلّى عليها بين سبّ وخيطة

«٢» فهي مستعارة للحبل، أو الوتد. وروي (أنّ عديّ بن حاتم عمد إلى عقالين أبيض وأسود فجعل ينظر إليهما ويأكل إلى أن يتبيّن أحدهما من الآخر، فأخبر النّبيّ عليه الصلاة والسلام بذلك فقال: إنّك لعريض القفا، إنما ذلك بياض


(١) انظر: مجمل اللغة ٢/ ٣٠٦.
(٢) هذا شطر بيت، وعجزه:
بجرداء مثل الوكف يكبو غرابها
وهو لأبي ذؤيب الهذلي، انظر: ديوان الهذليين ١/ ٧٩، واللسان (خيط) ، والمجمل ٢/ ٣٠٨، والصحاح (خيط) . والسّب: الخيط.
قال ابن منظور: والخيطة: خيط يكون مع حبل مشتار العسل، فإذا أراد الخليّة ثم أراد الحبل جذبه بذلك الخيط وهو مربوط إليه.
وأورد الجوهري هذا البيت مستشهدا به على الوتد.

<<  <   >  >>