للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[١٣] ، مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ

[ص/ ٣٣] ، إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ

[غافر/ ٧١] ، وقوله تعالى: فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ

[الأنفال/ ١٢] ، أي: رؤوسهم. ومنه: رجل أَعْنَقُ: طويل العُنُقِ، وامرأة عَنْقَاءُ، وكلب أَعْنَقُ:

في عنقه بياض، وأَعْنَقْتُهُ كذا: جعلته في عنقه، ومنه استعير: اعْتَنَقَ الأمرَ، وقيل لأشراف القوم:

أَعْنَاقٌ. وعلى هذا قوله: فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ [الشعراء/ ٤] . وتَعَنَّقَ الأرنب: رفع عنقه، والعَنَاقُ: الأنثى من المعز، وعَنْقَاءُ مغربٍ، قيل: هو طائر متوهّم لا وجود له في العالم «١» .

[عنا]

وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ

[طه/ ١١١] ، أي: خضعت مستأسرة بعناء، يقال:

عَنَيْتُهُ بكذا، أي: أنصبته، وعَنِيَ: نصب واستأسر، ومنه العَانِي للأسير، وقال عليه الصلاة والسلام: «استوصوا بالنّساء خيرا فإنّهنّ عندكم عَوَانٍ» «٢» وعُنِيَ بحاجته فهو مَعْنِيٌّ بها، وقيل: عُنِيَ فهو عَانٍ، وقرئ: لكلّ امرئ منهم يومئذ شأن يُعْنِيهِ «٣» والعَنِيَّةُ: شيء يطلى به البعير الأجرب وفي الأمثال: عَنِيَّةٌ تشفي الجرب «٤» . والمَعْنَى: إظهار ما تضمّنه اللّفظ، من قولهم: عَنَتِ الأرض بالنّبات: أنبتته حسنا، وعَنَتِ القربة: أظهرت ماءها، ومنه: عِنْوَانُ الكتابِ في قول من يجعله من: عُنِيَ «٥» .

والمَعْنَى يقارن التّفسير وإن كان بينهما فرق «٦» .

[عهد]

العَهْدُ: حفظ الشيء ومراعاته حالا بعد حال، وسمّي الموثق الذي يلزم مراعاته عَهْداً.

قال: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا

[الإسراء/ ٣٤] ، أي: أوفوا بحفظ الأيمان، قال: لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ

[البقرة/ ١٢٤] ، أي: لا أجعل عهدي لمن كان ظالما، قال: وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ

[التوبة/ ١١١] . وعَهِدَ فلان إلى فلان يَعْهَدُ «٧» ، أي: ألقى إليه العهد وأوصاه بحفظه، قال: وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ

[طه/ ١١٥] ، أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ

[يس/ ٦٠] ، الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنا


(١) راجع: حياة الحيوان ٢/ ٨٦. [.....]
(٢) شطر حديث أخرجه ابن ماجة في كتاب النكاح، باب: حق المرأة على الزوج برقم (١٨٥١) ، انظر: سنن ابن ماجة ١/ ٥٩٤.
(٣) سورة عبس آية ٣٧، وهي قراءة شاذة، ومعناها: يأسره ويذله.
(٤) المثل يضرب للرجل يستشفى برأيه وعقله. انظر: مجمع الأمثال ١/ ١٨، والمجمل ٣/ ٦٣٠.
(٥) قال السرقسطي: وعنوت الكتاب عنوا، وعنيته عينا: كتبت عنوانه وعنيانه. انظر: الأفعال ١/ ٣١٥.
(٦) الفرق: أنّ التفسير هو الكشف والإيضاح، والمعنى يطلق على مدلول الألفاظ، وبه يقال اللفظ، وقد يراد به التقدير، كقوله تعالى: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ والمعنى: أهل القرية. انظر عمدة الحفاظ: عنا.
(٧) انظر: الأفعال ١/ ٣٠٦.

<<  <   >  >>