للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونحفظ. وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي

[طه/ ٣٩] ، أي: بكلاءتي وحفظي. ومنه: عَيْنُ الله عليك أي: كنت في حفظ الله ورعايته، وقيل: جعل ذلك حفظته وجنوده الذين يحفظونه، وجمعه: أَعْيُنٌ وعُيُونٌ. قال تعالى: وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ

[هود/ ٣١] ، رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ

[الفرقان/ ٧٤] .

ويستعار الْعَيْنُ لمعان هي موجودة في الجارحة بنظرات مختلفة، واستعير للثّقب في المزادة تشبيها بها في الهيئة، وفي سيلان الماء منها فاشتقّ منها: سقاء عَيِّنٌ ومُتَعَيِّنٌ: إذا سال منها الماء، وقولهم: عَيِّنْ قربتك «١» ، أي: صبّ فيها ما ينسدّ بسيلانه آثار خرزه، وقيل للمتجسّس:

عَيْنٌ تشبيها بها في نظرها، وذلك كما تسمّى المرأة فرجا، والمركوب ظهرا، فيقال: فلان يملك كذا فرجا وكذا ظهرا لمّا كان المقصود منهما العضوين، وقيل للذّهب: عَيْنٌ تشبيها بها في كونها أفضل الجواهر، كما أنّ هذه الجارحة أفضل الجوارح ومنه قيل: أَعْيَانُ القوم لأفاضلهم، وأَعْيَانُ الإخوة: لنبي أب وأمّ، قال بعضهم: الْعَيْنُ إذا استعمل في معنى ذات الشيء فيقال: كلّ ماله عَيْنٌ، فكاستعمال الرّقبة في المماليك، وتسمية النّساء بالفرج من حيث إنه هو المقصود منهنّ، ويقال لمنبع الماء: عَيْنٌ تشبيها بها لما فيها من الماء، ومن عَيْنِ الماء اشتقّ: ماء مَعِينٌ. أي: ظاهر للعيون، وعَيِّنٌ أي: سائل. قال تعالى: عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا

[الإنسان/ ١٨] ، وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً

[القمر/ ١٢] ، فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ

[الرحمن/ ٥٠] ، يْنانِ نَضَّاخَتانِ

[الرحمن/ ٦٦] ، وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ

[سبأ/ ١٢] ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ

[الحجر/ ٤٥] ، مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ [الشعراء/ ٥٧] ، وجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ

[الدخان/ ٢٥- ٢٦] . وعِنْتُ الرّجل: أصبت عَيْنَهُ، نحو: رأسته وفأدته، وعِنْتُهُ: أصبته بعيني نحو سفته: أصبته بسيفي، وذلك أنه يجعل تارة من الجارحة المضروبة نحو: رأسته وفأدته، وتارة من الجارحة التي هي آلة في الضّرب فيجري مجرى سفته ورمحته، وعلى نحوه في المعنيين قولهم:

يديت، فإنه يقال: إذا أصبت يده، وإذا أصبته بيدك، وتقول: عِنْتُ البئر أثرت عَيْنَ مائها، قال:

إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ

[المؤمنون/ ٥٠] ، فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ [الملك/ ٣٠] . وقيل: الميم فيه أصليّة، وإنما هو من:

معنت «٢» . وتستعار العَيْنُ للميل في الميزان ويقال لبقر الوحش: أَعْيَنُ وعَيْنَاءُ لحسن عينه، وجمعها: عِينٌ، وبها شبّه النّساء. قال تعالى:


(١) انظر: المجمل ٣/ ٦٤١، واللسان (عين) .
(٢) انظر معاني القرآن للفرّاء ٢/ ٢٣٧. [.....]

<<  <   >  >>