للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتجمع على أَيَادٍ، وقيل: يَدِيٌّ. قال الشاعر:

٤٧٤-

فإنّ له عندي يَدِيّاً وأَنْعُماً

«١» وللحوز والملك مرّة يقال: هذا في يَدِ فلانٍ.

أي: في حوزه وملكه. قال تعالى: إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ

[البقرة/ ٢٣٧] وقولهم: وقع في يَدَيْ عَدْلٍ.

وللقوّة مرّةً، يقال: لفلان يَدٌ على كذا، ومالي بكذا يَدٌ، ومالي به يَدَانِ. قال الشاعر:

٤٧٥-

فاعمد لما تعلو فمالك بالّذي ... لا تستطيع من الأمور يَدَانِ

«٢» وشبّه الدّهر فجعل له يَدٌ في قولهم: يَدُ الدّهرِ، ويَدُ المِسْنَدِ، وكذلك الريح في قول الشاعر:

٤٧٦-

بِيَدِ الشّمال زمامها

«٣» لما له من القوّة ومنه، قيل: أنا يَدُكَ، ويقال:

وضع يَدَهُ في كذا: إذا شرع فيه. ويَدُهُ مطلقة:

عبارة عن إيتاء النّعيم، ويَدٌ مَغْلُولَةٌ: عبارة عن إمساكها. وعلى ذلك قيل: وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ

[المائدة/ ٦٤] ، ويقال: نفضت يَدِي عن كذا. أي: خلّيت وقوله عزّ وجلّ: إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ

[المائدة/ ١١٠] ، أي:

قوّيت يَدَكَ، وقوله: فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ [البقرة/ ٧٩] ، فنسبته إلى أَيْدِيهِمْ تنبيه على أنهم اختلقوه، وذلك كنسبة القول إلى أفواههم في قوله عزّ وجلّ: ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ [التوبة/ ٣٠] ، تنبيها على اختلافهم.

وقوله: أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها

[الأعراف/ ١٩٥] ، وقوله: أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ

[ص/ ٤٥] ، إشارة إلى القوّة الموجودة لهم. وقوله: وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ

[ص/ ١٧] ، أي: القوّة. وقوله: حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ

[التوبة/ ٢٩] ، أي: يعطون ما يعطون عن مقابلة نعمة عليهم في مقارّتهم. وموضع قوله:


(١) هذا عجز بيت، وصدره:
فلن أذكر النعمان إلا بصالح
وهو لضمرة بن ضمرة النهشلي، والبيت في نوادر أبي زيد ص ٢٥٠، والمسائل الحلبيات ص ٣٠، وسر صناعة الإعراب ١/ ٢٤٠، واللسان (يدي) ، ونسبه للأعشى، وهو وهم.
(٢) البيت لعلي بن الغدير الغنوي، وهو في المسائل الحلبيات ص ٢٨، واللسان (يدي) ، وأمالي القالي ٢/ ١٨١، وأضداد الأصمعي ص ٧.
(٣) البيت بتمامه:
وغداة ريح قد وزعت وقرّة ... إذ أصبحت بيد الشمال زمامها
وهو للبيد من معلقته. انظر: ديوانه ص ١٧٦.

<<  <   >  >>