للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يصدق الله ويصدق المؤمنين. وقال الشاعر (٢٩) :

(ومن قبلُ آمنا، وقد كانَ قومُنا ... يصلونَ للأوثانِ قبلُ، محمدا)

معناه: ومن قبل آمنا محمداً، أي: صدَّقنا محمداً؛ فمحمد (٣٠) منصوب بمعنى (٣١) التصديق. وهو بمنزلة قول الآخر، أنشده (٣٢) علي بن المبارك الأحمر والخليل وسيبويه (٣٣) :

(إذا تغنّى الحَمامُ الوُرْقُ هيَّجَني ... ولو تَغَرَّبْتُ (٣٤) عنها أمَّ عمّارِ)

نصب: أم عمار، بهيجني، لأن المعنى: ذكَّرني أمَّ عمار.

٦٥ - وقولهم: رجلٌ مُسْلِمٌ

(٤٣ / أ)

قال أبو بكر: / فيه قولان:

قال قوم: المسلم: المخلص لله العبادة. وقالوا (٣٥) : هو مأخوذ من قول العرب: قد سلم الشيء لفلان: إذا خلص له. قال الله جل ثناؤه: {ورجلاً سَلَماً لرجل} (٣٦) معناه: خالصاً لرجل.

وقال قوم: المسلم معناه: المستسلم لأمر الله، المتذلل له. واحتجوا (٣٧) بقول الشاعر (٣٨) :


(٢٩) أنشده المؤلف بلا عزو أيضاً في شرح السبع: ١٤٩، وكذلك جاء في أمالي ابن الشجري: ١ / ١١٢، ومجمع البيان: ١ / ٣٧، والأشباه والنظائر: ٣ / ١٨٣. وجاء في الإفصاح: ١٦٢ منسوباً إلى العباس بن مرداس.
(٣٠) ساقطة من ك.
(٣١) ك: على معنى.
(٣٢) ك: أنشد.
(٣٣) الكتاب ١ / ١٤٤ والبيت للنابغة في ديوانه ٢٣٥. وأنشده المؤلف في شرح القصائد السبع: ١٤٩ وإيضاح الوقف والابتداء: ٣٣٩، والأضداد: ٣٤١.
(٣٤) ك: تعزيت. تهذيب اللغة: ١٢ / ٤٥١.
(٣٥) ك: وقال.
(٣٦) الزمر ٢٩. وفي ك: سالما.
(٣٧) ك: واحتج.
(٣٨) العباس بن مرداس، ديوانه ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>