للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنُخبة: المنتزعة من المتاع وغيره، المُنتقاة. قال: ومن ذلك قولهم للجبان: منخوب ونخيب، ومنتخب، معناه: منتزع الفؤاد. قال: ويقال للجبان: نُخْبَة، بتسكين الخاء، وللجبناء: نُخَبات. واحتج بقول جرير (١٩٧) يهجو الفرزدق:

( [أَلَمْ أخصِ الفرزدق قد علمتم ... فأمسى لا يكشّ مع القرومِ] )

(لهم مَرٌّ وللنُخَباتِ مَرٌّ ... فقد رجعوا بغيرِ شظىً سليمِ)

١٨٣ - وقولهم: فلانٌ غريمُ فلانٍ

(١٩٨)

قال أبو بكر: قال الفراء (١٩٩) : إنما سُمي الغريم غريماً لإِدامته التقاضي، وإلحاحه فيه.

من ذلك قول الله عز وجل: {إنَّ عذابَها كانَ غَراماً} (٢٠٠) معناه: مُلحاً دائماً. ومن ذلك قوله عز وجل: {إنّا لمُغْرَمونَ} (٢٠١) . (٣٤١)

ومن ذلك قولهم: فلان مُغْرَمٌ بفلان: إذا كان يحبه ويلازمه (٢٠٢) . قال الأعشى (٢٠٣) :

(/ إنْ يعاقِبْ يكنْ غراماً وإنْ يُعْطِ ... جزيلاً فإِنّه لا يُبالي) (٩٢ / ب)

وقال بشر بن أبي خازم (٢٠٤) :

(ويومُ النِّسارِ ويومُ الجِفارِ ... كانا عذاباً وكانا غَراما)


(١٩٧) أخل بهما ديوانه، وهما له في اللسان (نخب) .
(١٩٨) اللسان والتاج (غرم) .
(١٩٩) معاني القرآن ٢ / ٢٨٢.
(٢٠٠) الفرقان ٦٥.
(٢٠١) الواقعة ٦٦.
(٢٠٢) سائر النسخ: فلان مغرم بالنساء، إذا كان يحبهن ويلازمهن.
(٢٠٣) ديوانه ٩.
(٢٠٤) ديوانه ١٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>