للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٨٣ - وقولهم امرأة أَرْمَلَةٌ

(٧١) (٣١٥)

قال أبو بكر: الأرملة: التي مات زوجها. سميت أرملة، لذهاب زادها، وفقدها كاسبها، ومن كان عيشها صالحاً به. من قول العرب: قد أرمل الرجل: إذا ذهب زاده. وكذلك: أقتر وأنفض، وأقوى. أنشدنا أبو العباس عن ابن الأعرابي لابن محكان (٧٢) :

(ومرملو الزادِ مَعْنيٌّ بحاجَتِهِم ... مَنْ كانَ يرهبُ ذمّاً أو يقي حَسَبا)

وفي حديث أم معبد (٧٣) : (أن رسول الله وأصحابه طلبوا منها لحماً وخبزاً ليشتروه منها، فلم يصيبوا عندها شيئاً من ذلك، وكان القوم مُرَمِلينَ مُشتين) (٧٤) . فالمرملون: قد مضى تفسيرهم، والمشتون: الداخلون في الشتاء، والشتاء عند العرب: وقت الجَدَبِ. قال الشاعر (٧٥) :

(إذا نَزَلَ الشتاءُ بجارِ قومٍ ... تجنَّبَ جار بيتِهِم الشتاءُ)

أي: مجاورهم يأمن الجدب، لكرمهم وإفضالهم عليه. ولا يقال للرجل إذا ماتت امرأته: أرمل، إلاّ في شذوذ وقلة من الكلام؛ لأن الرجل لا يذهب زاده بموت امرأته، إذا لم تكن قَيِّمة عليه، وهو قَيِّمٌ عليها، تلزمه عيلولتها، ومؤونتها، والإنفاق عليها، ولا يلزمها شيء من ذلك.

وقال ابن قتيبة: إذا قال الرجل: قد أوصيت بمالي للأرامل، وأوصي بمالي للأرامل، أُعطي منه الرجال الذين مات أزواجهم، والنساء اللاتي مات أزواجهن؛ لأنه يقال: رجل أرمل، وامرأة أرملة. (٣١٦)


(٧١) التهذيب ١٥ / ٢٠٥ واللسان (رمل) .
(٧٢) شرح ديوان الحماسة (م) ١٥٦٥.
(٧٣) عاتكة بنت خالد الخزاعية. (ينظر: المحبر ٤١٠، امتاع الأسماع ١ / ٤٣) .
(٧٤) الفائق ١ / ٩٤. وفي الأصل: مرملين مسنتين، وهي رواية أخرى. ينظر: غريب الحديث لابن قتيبة ١ / ٣١٧.
(٧٥) الحطيئة، ديوانه ١٠٢. وينظر الأضداد ١٦٧، وشرح القصائد السبع ٢١١.
ينظر غريب الحديث له ١ / ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>