للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٤٤ - / وقولهم: أَنْتَنُ من العَذِرَةِ

(١١٢) (١٥٨ / أ)

قال أبو بكر: قال الأصمعي (١١٣) : العذرة: فناء الدار، والعَذِرات: أفنية الدور. قال الحطيئة (١١٤) :

(لَعَمْري لقد جَرَّبْتُكُم فوَجَدْتُكم ... قِباحَ الوجوهِ سَيِّئي العَذِراتِ) (٥١٥)

يريد الأفنية. وقال الآخر (١١٥) :

(كانَ لا يحرمُ الصديقَ ولا يعلمُ ... ما الفحشُ طيِّبَ العَذِراتِ)

(رحمَ اللهُ أعظُماً دَفَنوها ... بسِجستانَ طلحةَ الطلحاتِ)

كانوا فيما مضى يطرحون الأحداث في أفنية دورهم، فسموها باسم الموضع. وكذلك الغائط: هو عند العرب: ما اطمأنّ من الأرض. قال الشاعر (١١٦) :

(وكم من غائطٍ من دونِ سلمى ... قليلِ الأُنس ليس به كَتيعُ)

وكانوا فيما مضى، إذا أراد الرجل قضاء حاجته، طلب الموضع المطمئن من الأرض. فكثر هذا حتى سموا الحدث باسم الموضع.

وكذلك الكنيف: معناه في كلام العرب: الحظيرة التي تعمل للإبل، فتكنّها من البرد. فسموا ما حظروه وجعلوه موضعا للحدث بذلك الاسم، تشبيهاً به.

٣٤٥ - وقولهم: على ما خَيَّلَتْ

(١١٧)

قال أبو بكر: قال أبو العباس: معناه: على ما أَرَتْ وشبّهت. وقال: يقال: تخيّلت وخَيّلت. وقال: خَيّلت هو الكلام الجيد.

والأصل فيه من قولهم: قد خَيَّلَتِ السحابة / وتخيلت: إذا أَرَتْ مَخِيلةً المطر. (١٥٨ / ب)

وقال يعقوب (١١٨) : قال الأصمعي: معنى قولهم: على ما خيلت: على


(١١٢، ١١٣) الفاخر ٤٩.
(١١٤) ديوانه ٣٣٢.
(١١٥) عبيد الله بن قيس الرقيات، ديوانه ٢٠ مع تقديم الثاني.
(١١٦) عمرو بن معد يكرب، ديوانه ١٣ (بغداد) ١٣٣ (دمشق) .
(١١٧) الفاخر ٢٧، شرح أدب الكاتب ١٦٢. وفي الأصل: تخيلت وما أثبتناه من ق، ف.
(١١٨) ينظر إصلاح المنطق ٣٧١ ولا ذكر فيه للأصمعي. في شرح ديوان زهير ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>