للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٠٦ - وقولهم: فلانٌ يَكْظِمُ غَيْظَهُ

(٢٥٨)

قال أبو بكر: معناه: يحبسه، ولا يُزيله بما يجد له رَوْحاً من قول أو فعل.

وأصل " الكظم " في اللغة: حبس البعير ما في جوفه، وإمساكه عن الاجترار. أنشدني أبي - رحمه الله - قال: أنشدني الطوسي للراعي (٢٥٩) :

(وأَفَضْنَ بعد كُظُومهنَّ بجرَّةًّ ... من ذي الأباطح إذ رَعَيْنَ حَقيلا)

أراد: دفعن بالجرة، واجتررن، بعد أن كن كظماً لا يجتررن. وأنشد الطوسي أيضاً:

(فهُنَّ كَظُومٌ ما يُفِضْنَ بجرَّةٍ ... لهُنَّ بمُبْيَّضِ اللُّغامِ صَريفُ) (٢٦٠)

ومعنى " الافاضة ": الدفع بالكثرة. قال الله عز وجل: {من حيثُ أَفاضَ الناسُ} (٢٦١) . وأنشدنا أبو العباس لأبي ذؤيب (٢٦٢) يصف الحمار والأُتن:

(وكأنَّهُنَّ رِبابة وكأنَّهُ ... يَسَرٌ يُفِيضُ على القِداحِ ويَصْدَعُ)

شبه الأتن بالقداح المجتمعة. وأصل " الربابة ": جلدة تجمع القداح. (٣٤٥) واليَسَر (٢٦٣) : الداخل في الميسر، وصاحب الميسر. والميسر: القمار. وقوله: يفيض على القداح ويصدع، معناه: يفيض بالقداح، ومعنى ذلك: أن هذا الحمار يجمع الأتن ويفرقها. وأصل " الصدع ": الإظهار، قال الله عز وجل: {فاصْدَعْ بما تُؤمر} (٣٦٤) ، وقال جرير: (٢٦٥)

(هو الخليفةُ فارْضَوا ما قضى لكم ... بالحقِّ يَصْدَعُ ما في قوله جَنَفُ)

وقال الآخر يرثي حجر بن عَدِي:

(ومَنْ صادعٌ بالحقِّ بعدَكَ ناطِقٌ ... بتقوى ومَنْ إنْ قيلَ بالجورِ غَيَّرا) (٢٦٦) ت


(٢٥٨) اللسان والتاج (كظم) .
(٥٩) شعره: ١٣٢ وفيه: ذي الأبارق.
(٢٦٠) للملقطي في اللسان (كظم) .
(٢٦١) البقرة ١٩٩.
(٢٦٢) ديوان الهذليين ١ / ٦.
(٢٦٣) الميسر والقداح ٣٠.
(٢٦٤) الحجر ٩٤.
(٢٦٥) ديوانه ١٧٥. والجنف: الميل.
(٢٦٦) لعبد الله بن خليفة الطائي في تاريخ الطبري ٥ / ٢٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>