للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمعنى الحديث: من توضأ يوم الجمعة فبالرُّخْصِة أخذ، ونعمت الخَصلة هي.

وبعض الناس يقول: و " نعمت " على معنى الدعاء، أي: نَعَّمَكَ اللهُ.

٧٨٥ - وقولهم: ما مَنَعَ فلانٌ الذِّمارَ

(٩٥)

قال أبو بكر: معناه في كلام: ما يلزم الإنسان أن يحميه. وقال أحمد بن عبيد: إنما سُمي ذِماراً، لأن الإنسان يذمرُ نفسَه، أي: يحضُّها على القيام به. يقال: ذمرت الرجل أذمره: إذا حرَّضته. ويقال للشجاع: ذِمْرٌ، وللجميع: أَذْمار. قال عمرو بن كلثوم (٩٦) :

(ونُوجَدُ نحنُ أمنعهم ذِماراً ... وأوفاهم إذا عقدوا يمينا)

وقال عنترة (٩٧) :

(/ لما رأيتُ القومَ أقبلَ جَمْعُهُم ... يتذامرون كررتُ غيرَ مُذَمَّم) ٢٢٤ / ب

أي: يخصّ بعضهم بعضا. وقال الفرزدق (٩٨) :

(فجرّ المخزياتِ على كليبٍ ... جريرٌ ثُمَّ ما مَنَع الذِّمارا)

٧٨٦ - وقولهم: قد أَخَذَ منه أَرْشَ الثوب

(٩٩) .

قال أبو بكر: الأرش الذي يأخذه الرجل من البائع، إذا وقف على عيب في (٣٢٠) الثوب، لم يكن البائع وقفه عليه، سُمي: أرشاً، لأنه سبب من أسباب الخصومة والقتال والتنازع، فسُمي باسم الشيء الذي هو سببه.

يقال: فلان يُؤرّش بين القوم: إذا كان يوقع بينهم الشر والفساد. ويقال:


(٩٥) اللسان (ذمر) .
(٩٦) شرح القصائد السبع ٤٠٨، شرح المعلقات السبع ٢٥٦.
(٩٧) ديوانه ٢١٦.
(٩٨) ديوانه ١ / ٣٥٥ وفيه: جر.
(٩٩) اللسان (أرش) .

<<  <  ج: ص:  >  >>