للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٣٢ - وقولهم: قد قَبِلَتْهُ نفسي

(١٩٢)

قال أبو بكر: قال بعضهم: سُميت النفس نفساً، لتولُّدِ النفس منها، واتصاله بها؛ كما سَمُّوا الروح روحاً، لأن الروح موجود بها.

وبعض اللغويين يُسَوِّي بين النفس والروح [فيقول: هما شيء واحد، إلاّ أنّ النفس مؤنثة، والروح] مذكّر. قالت أخت عمرو بن عبد وُدّ (١٩٣) ترثي عمرا وتذكر قتل علي (رض) إيّاه:

(لو كانَ قاتلُ عمروٍ غير قاتِلِهِ ... بكيته ما أقامَ الروحُ في الجَسَدِ)

(لكِنّ قاتِلَهُ مَنْ لا يُعابُ بِهِ ... وكانَ يُدْعى قديماً بَيْضَةَ البَلَدِ)

وفرّق بعض العلماء بين " النفس " و " الروح " فقال: " الروح " هو الذي به الحياة، و " النفس " هي التي بها العقل. فإذا نام النائم، قَبَضَ الله نفسه، ولم يقبض روحه. والروح لا يُقبض إلاّ عندَ الموتِ. (٣٨٧)

أخبرنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا حجاج (١٩٤) عن ابن جريج قال: في الإِنسان روح ونفس، بينهما حاجز. قال الله تبارك وتعالى: {الله يَتَوَفَّى الأنُفسَ حينَ موتها والتي لم تَمُتْ في مَنَامِها} (١٩٥) .

قال: فهو تعالى يقبض النفس عند النوم، ثم يردها إلى الجسد عند الانتباه. فإذا أراد إماتة العبد في نومه، لم يرد النفس، وقبض الروح نع النفس. ٢٤٤ / ب

قال: / وأخبرت بذلك عن ابن عباس.

قال الفراء: (١٩٦) : معنى الآية: الله يتوفى الأنفس حين موتها، ويتوفى التي لم تمت في منامها عند انقضاء أجلها. قال: وقد قيل في: " يتوفى " أنه " " ينيم وقيل: هو من " الموت ". واختار أن يكون من " النوم "، لقوله:


(١٩٢) التهذيب ٢ / ٢٢٣ و ١٣ / ٧، اللسان (نفس، روح) .
(١٩٣) سلف في البيتان غير مرة.
(١٩٤) حجاج بن محمد المصيصي، ت ٢٠٦ هـ. (تهذيب التهذيب ٢ / ٢٠٥) .
(١٩٥) الزمر ٤٢.
(١٩٦) معاني القرآن ٢ / ٤٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>