للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ندمتُ ندامة الكُسعي لمّا ... غدَتْ مني مُطلّقةً نوارُ)

(فما فارقْتُها شبعا ولكن ... رأيتُ الدهر آخذ ما يُعارُ)

(فكنت كفاقىء عَيْنَيْه عمْداً ... فأصبحَ ما يُضيءُ له النهارُ)

(وكانت جنّتي فخرجتُ منها ... كآدم حين أخرجه الضّرارُ)

(فلا يُوفي بحبِّ نوارَ عندي ... ولا كلفي بها إلاّ انتحارُ)

(ولو أَنّي ملكتُ يدي وقلبي ... لكانَ عليَّ للقدرِ الخيارُ)

٦٩٢ - وقولهم: سَبَقَ السيفُ العَذَل

(٢٩٦)

قال أبو بكر: معناه: قد فرط من الفعل وسبق ما لا سبيل إلى الرجوع عنه.

وأول من قال هذا، وتمثل به، ضبَّة بن أُدّ.

أخبرني أبي - رحمه الله - قال: حدثنا (٢٩٧) أبو بكر العبدي محمد بن عبد الله ابن آدم وأحمد بن عبيد قالا: حدثنا ابن الأعرابي قال: قال المفضل بن محمد (٢٩٨) :

إن ضبة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر كان له ابنان، يقال لأحدهما: سعدٌ، وللآخر: سُعيْد، ابنا ضبة (٢٩٩) . وإنّ إِبلَ ضبّة نفرت تحت الليل. فخرجا ١٩٠ / أيطلبانها، فلحقها سعد، فجاء بها. / وأما سعيد، فذهب فلم يرجع. فكان ضبة (١٩٩) بعد ذلك، إذا رأى سواداً تحت الليل مقبلاً، يقول: أسعْدٌ أم سُعيدٌ. فذهب قوله مثلا (٣٠٠) .

قال أبو عبد الله بن الأعرابي: يضرب عند الرجل تسأله عن حاله، او تراه أقبل من حاجة فتقول: أَنجحٌ أمْ خيْبةٌ، أَخيْرٌ عندك أم شَرٌّ.

ثم أتى على ذلك ما شاء الله أن يأتي، لا يرجع سعيد، ولا يعلم له خبر. ثم إنّ ضَبَّة، بعد ذلك، بينما هو يسير والحارث بن كعب في الأشهر الحرم، وهما


(٢٩٦) الفاخر ٥٩. جمهرة الأمثال ١ / ٣٧٧.
(٢٩٧) ك. ل: أخبرنا.
(٢٩٨) أمثال العرب ٤ - ٥.
(٢٩٩) (ابنا ضبة) ساقط من ك.
(٣٠٠) جمهرة جمهرة الأمثال ١ / ١٥٥، مجمع الأمثال ١ / ٣٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>