للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الشاعر (١٠٢) في الحين الذي ليس بمحدود:

(ماذا مِرَاحُكَ بعدَ العلمِ والدينِ ... وقد علاكَ مشيبٌ حينَ لا حينِ)

معناه: في غير وقت الجهل. ١٥٤ / أ

٥٧٢ - / وقولهم: شَتَمَ فلانٌ عِرْضَ فلانٍ

(١٠٣)

قال أبو بكر: معناه: ذكر أسلافه وآباءه بالقبيح. والعرض عند العرب: الأسلاف والآباء، ذكر ذلك أبو عبيد (١٠٤) .

وأنكر [عليه] (١٠٥) عبد الله بن مسلم بن قتيبة (١٠٦) أن يكون العرض: الآباء والأسلاف، وقال: العرض: نفس الرجل. واحتج بالحديث الذي يروى عن النبي في صفة أهل الجنة: (لا يبولون ولا يتغوَّطون، إنما هو عَرَقٌ يجري من أعراضهم مثل المسك) (١٠٧) . قال فمعنى من أعراضهم: من أنفسهم وأبدانهم.

قال أبو بكر: وليس في احتجاجه بهذا الحديث حجة له، لأن الأعراض عند (٦٨) العرب: المواضع التي تعرق من الجسد. والذي يدل عل غلطه في هذا التأويل قول مسكين الدارمي (١٠٨) :

(رُبَّ مهزولٍ سمينٌ عِرضُهُ ... وسمينِ الجسمِ مهزولُ الحَسَبْ)

فمعناه (١٠٩) [رب] مهزول البدن والجسم كريم الآباء.

وقال عمر بن الخطاب رحمه الله عليه للحطيئة: (كأنّي بكَ عندَ رجلٍ من قريشٍ، قد بَسَطَ لك نمرقةً وكسر أخرى، وقال: يا حطيئة غَنِّنا، فاندفعت تغنيه


(١٠٢) جرير: ديوانه ٥٥٧. وفيه: ما بال جهلك.
(١٠٣) أدب الكاتب ٢٧، وينظر أمالي القالي ١ / ١١٨ - ١١٩.
(١٠٤) غريب الحديث ١ / ١٥٤.
(١٠٥) من ل.
(١٠٦) أدب الكاتب: ٢٧، و (بن قتيبة) ساقط من ك.
(١٠٧) غريب الحديث ١ / ١٥٤. وفي الأصل يخرج. وما أثبتناه من ك. ل.
(١٠٨) ديوانه ٢٣.
(١٠٩) ك: معناه. و (رب) بعدها من ل.

<<  <  ج: ص:  >  >>