للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٩٦١ - فأوّلُ ما أبدأُ بهِ من ذلكَ قولُ الناسِ في ثنائِهِم على ربِّهِم:

١ - حَسْبُنا اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ

(٢٣)

وقال أبو بكر: فمعنى قولهم: حسبنا الله (٢٤) : كافِينا الله. من ذلك قوله تبارك ٣١ \ ب \ - وتعالى: / {يا أيُّها النبيُّ حَسْبُكَ اللهُ ومَنِ اتبعكَ من المؤمنين} (٢٥) . ومن ذلك قول الشاعر (٢٦) :

(إذا كانتِ الهيجاءُ وانشقتِ العصا ... فَحَسْبُكَ والضحاكَ سيفُ مُهندُ) (٢٧)

معناه: يكفيك ويكفي الضحاك. ومعنى الآية: يا أيها النبي كافيك الله ومَن اتبعك من المؤمنين. ومن ذلك قول امرىء القيس (٢٨) :

(فتملأ بيتنا أَقِطاً وسَمْناً ... وحسبُكَ من غِنىً شِبَعٌ وريُّ)

أي: يكفيك الشبع والري. ومنه قوله عزَّ وجل: {جزاءً من ربِكَ عطاءً حساباً} (٢٩) معناه (٣٠) : عطاء كافياً. يقال: أَحسَبَني الطعامُ يُحسبنُي إحساباً إذا كفاني: قال الشاعر (٣١) :

(وإذْ لا ترى في الناسِ حسناً يفوقها ... وفيهن حسنٌ لو تأمَّلْتَ مُحْسِبُ)


(٢٣) آل عمران ١٧٣. (ونعم الوكيل) ساقط من ك.
(٢٤) ك: بمعنى قولهم: حسيبنا الله يعنى ... وينظر في هذا وفي قولهم: " حسيبك الله " الآتي بعده، ما حكاه القالي في أماليه: ٢ / ٢٦٢ - ٢٦٣، عن أبي بكر.
(٢٥) الأنفال ٦٤.
(٢٦) ك: وقال الشاعر.
(٢٧) أنشده المؤلف في إيضاح الوقف والابتداء: ٦٨٧، غير معزو. وكذلك أنشده الفراء في معاني القرآن: ٤٧١، ونسبه القالي في ذيل الأمالي ١٤٠ إلى جرير، وهو في ديوانه ١١٠٤ نقلا عنه.
(٢٨) ديوانه ١٣٧. والأقط شيء يصنع من اللبن المخيض على هيئة الجبن. وامرؤ القيس بن حجر، شاعر جاهلي. (طبقات ابن سلام ٨١، الشعر والشعراء ١٠٥، شرح شواهد المغني ٢١) .
(٢٩) النبأ ٣٦.
(٣٠) ساقطة من ك.
(٣١) كثير، ديوانه ١٥٧ وفيه: مجنب، وعلى هذا فلا شاهد فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>