للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٣٨٥)

٢١٥ - وقولهم: قد جَزَمْتُ على فلان بكذا وكذا

(١)

قال أبو بكر: قال أهل اللغة: جزمت: قطعت، يقال: جَزَمت الشيء وجَذَمته / وخَذَمته، وجذَذَته، وحَذذته، وجَذفته.

من ذلك قول النبي: (مَنْ تَعلَّم القرآن ثم نَسِيَه لَقِيَ اللهَ أجْذَمَ) (٢) . (١٠٨ / أ)

/ قال أبو عبيد (٣) : الأجذم: المقطوع اليد. / وجاء في الحديث: (كأنَّكم بالترك وقد جاءتكم على براذين مُجَذَّمَةِ الآذانِ) (٤) معناه: مقطعة الآذان.

وقال الله عز وجل: {عطاءً غيرَ مجذودٍ} (٥) معناه: غير مقطوع. وقال الشاعر:

(رَضِيتُ بها فارضيْ كَمِيعَكِ واسلمي ... فلو لم تخوني لم نَجُذَّ الحبائلا) (٦)

معناه: لم نقطع. وقال النابغة (٧) :

(تَجذُّ السَّلُوقيّ المضاعف نَسْجُهُ ... ويوقدْن بالصُّفّاح نار الحُباحِبِ)

وإنما سُمي الفعل (٨) المجزوم مجزوماً لأنه قطع عنه الإعراب. وروى بعض أهل اللغة: قد جزمت القِرْبةَ إذا قطعتها.

قال أبو بكر: وسألت أبا العباس: لم سُمي الجزمُ جزماً؟ فقال: العرب تقول: قد جزم الرجل: إذا أمسك يده عن فيه فلم يأكل في اليوم والليلة إلا أكلة. فسُمي المجزوم مجزوماً لأنه أُمْسكَ عن إعرابه.


(١) اللسان والتاج (جزم) .
(٢) الغريبين ١ / ٣٣٥. ورواية ك. ق: وهو أجذم.
(٣) غريب الحديث ٣ / ٤٨.
(٤) لم أعثر على هذا الحديث.
(٥) هود ١٠٨.
(٦) بلا عزو في شرح القصائد السبع ٣٩٧.
(٧) ديوانه ٦١. والسلوقي: الدرع. والصفاح: حجارة عراض. ونار الحباحب: من حوافر الخيل يصك الحجر الحجر فيخرج منه النار.
(٨) ك. ق: وإنما سمي الجزم جزماً.

<<  <  ج: ص:  >  >>