للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال قطرب: من المغفرة قولهم: قد غَفَرَ الرجل رأسه بالمِغْفَر، أي: غطاه به، ويقال للبيضة التي يغطى بها الرأس: الغفارة.

وقال الأصمعي (١٨) : معنى قولهم: اللهم اغفر لنا ذنوبنا: اللهم استر علينا ذنوبنا. قال: والعرب يقول الرجل منهم للرجل: اصبغ ثوبك [بقرف السدر] فإنه اغفرُ للوَسَخِ، أي: أستر للوسخ.

وفي: يصبغ، ثلاث لغات: يقال: قد صَبَغَ الثوبَ يصبَغُهُ ويصبغُهُ، ويصبُغُهُ، وكذلك دَبَغَ الجلدَ يدبِغُهُ ويدبَغُهُ، ويدبُغُهُ، ونَغَقَ (١٩) الغرابُ، إذا صاح، ينغَقُ وينغِقُ وينغُقُ، وكذلك نَهَقَ الحمار ينهَقُ وينهِقُ وينهُقُ. قال أبو بكر: حكى (٢٠) هذا أبو العباس عن سَلَمَة (٢١) عن الفراء

٧ - وقولهم: اللهم لا مانعَ لما أعطيتَ ولا معطيَ لما منعتَ ولا ينفع ذا الجَدِّ منكَ الجَدُّ

(٢٢)

قال أبو بكر: فيه ثلاثة أقوال:

قال أبو عُبيْد القاسم بن سلام (٢٣) المعنى: ولا ينفع ذا الغِنى منك غناه، وإنما ينفعه طاعتك والعمل بما يقربه منك. (١١٢)

واحتج بقول النبي. (قمتُ على باب الجنةِ فإذا عامةُ من يدخلها


(١٨) هو عبد الملك بن قريب، ت ٢١٦ هـ. (المراتب ٤٦، الجرح والتعديل ٢ / ٢ / ٣٦٣، طبقات القراء ١ / ٤٧٠) .
(١٩) من ك، ل، وفي الأصل: نعق بالعين المهملة، وكلاهما صحيح.
(٢٠) ل: حكى لنا.
(٢١) سلمة بن عاصم، والد المفضل صاحب كتاب الفاخر. (طبقات النحويين واللغويين ١٣٧، أنباه الرواة ٢ / ٥٦، طبقات القراء ١ / ٣١١) .
(٢٢) حديث شريف، ينظر: غريب الحديث ١ / ٢٥٦، والغريبين ١ / ٣٢٦، النهاية ١ / ٢٤٤.
(٢٣) غريب الحديث ١ / ٢٥٧. وأبو عبيدة، ت ٢٢٤ هـ. (مراتب النحويين ٩٣، تاريخ بغداد ١٢ / ٤٠٣، الأنباه ٣ / ١٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>