للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٦٨ - وقولهم: رجلٌ فَقِيهٌ

(٥٥)

قال أبو بكر: معناه: عالم، وكل عالم بشيء فهو فقيه فيه. من ذلك قولهم: ما يَفْقَهُ، ولا يَنْقَهُ، فمعناه: ما يعلم ولا يفهم، يقال: نَقِهْتُ الحديث أَنْقَهُهُ: إذا فهمته، ونقِهت من المرض أنقَه.

ومن الفقه قولهم: قال فقيه العرب، معناه: عالم العرب. ومن ذلك قوله

تعالى: {ليتفقَّهوا في الدين} (٥٦) ، معناه: ليكونوا علماء به.

٦٩ - وقولهم: رجل حكيم

(٥٧)

قال أبو بكر: فيه ثلاثة أقوال:

حكى لنا أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: الحكيم: المتيقظ [المتنبّه (٢٠٧) العالم] . واحتج بقول بِشر بن أبي خازم (٥٨) :

(تناهَيتَ عن ذكرِ الصبابِة فاحكُم ... وما طربي ذكراً لرسمٍ بسَمْسَمِ)

معناه: فتنبه وتيقظ.

وقال آخرون: الحكيم معناه في كلام العرب: المتقن للعلم، الحافظ له. أخذ من قول العرب: قد أحكمت [الأمر] والعلم: إذا أتقنته. قالوا: فأصل الحكيم: المحكم، فصرف عن: مفعل، إلى: فعيل؛ كما قال عمرو بن معدي كرب (٥٩) :


(٥٥) اللسان (فقه) .
(٥٦) التوبة ١٢٢.
(٥٧) اللسان والتاج (حكم) .
(٥٨) ديوانه ١٩٢. وتناهى: كف وامتنع، وسمسم: اسم موضع. وبشر شاعر جاهلي. (الشعر والشعراء ٢٧٠، مختارات ابن الشجري ٢٥٤ - ٣١٠، الخزانة ٢ / ٢٦١) .
(٥٩) ديوانه ١٣٦ (بغداد) ، ١٢ {دمشق) . وقد سلف ص: ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>