(تُضيء الظلامَ بالعشاء كأنّها ... منارةُ مُمْسى راهبٍ مُتَبَتِّلِ) (٣٥٨)
أراد: منقطع إلى الله - تبارك وتعالى _ تارك للنكاح.
وقال النبي: (لا زمام ولا خزام ولا تبتلَ ولا رهبانية ولا سياحة في الإسلام) (٣٨) .
فذهب إلى ما كان يفعله بعض أهل الكتاب في الزمن الأول، من زمّهم ٢٣٦ / أأنوفهم، / وخزمهم تراقيهم عند بلوغهم نهاية العبادة عند الله، وحظر هذا على أمته. وأصل " الزمام ": الحبل من الأدم يُجعل في عنق البعير، أو في رأسه. و " الخزام " جمع: خزامة. وهي حلقة من شعر، تُجعل في أنف البعير.
والرهبانية: لزوم الصوامع، وترك أكل اللحم. والسياحة: الخروج إلى أطراف البلاد، والتفرد من الناس، بحيث لا يشهد جمعة، ولا يحضر جماعة.
٨١٧ - وقولهم: هذا خليجٌ من ماء
(٣٩)
قال أبو بكر: الخليج ماء منقطع من ماء أعظمَ منه. وأصله من " الخلج "، وهو القطع والجذب. قال مهلهل بن ربيعة (٤٠) :
(ينوءُ بصدره والرمحُ فيه ... ويَخْلِجُهُ جِدَبٌّ كالبعيرِ)
أراد: يجذبه ويقطعه. وقال الآخر (٤١) :
(ولأنت أجودُ من خليجٍ مُفعَمٍ ... مُتراكم الآذي ذي دُفّاعِ)
المتراكم: المتراكب. والآذيّ: الأمواج، ويقال للسيل أيضاً: آذيّ. وشَبيه بهذا البيت قول النابغة (٤٢) :
(٣٨) الفائق ٢ / ١٢٢.
(٣٩) اللسان (خلج) .
(٤٠) أمالي القالي ٢ / ١٣١، وخدب: ضخم. و (بن ربيعة) ساقط من ك. ومهلهل لقب له. واسمه امرؤ القيس بن ربيعة، وهو خال امرىء القيس بن ربيعة، وهو خال امرىء القيس وأخو كليب. (الشعر والشعراء ٢٩٧، الخزانة ١ / ٣٠٣) .
[ف: ويُخْلِجُه] .
(٤١) المسيب بن علس، ديوانه (الصبح المنير) ٣٥٥.
(٤٢) ديوانه ٢٢، سلف البيت، مع آخر ١ / ١٥٩.