للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٦ - وقولهم: تباركَ اسمُكَ وتعالى جَدُّكَ

(١١٨)

قال أبو بكر: فيه قولان: قال قوم: معنى تبارك: تقدس، أي: تطهر. والقدس عند العرب: الطهر، والماء المقدس، هو الماء المطهر، وروح القدس معناه: الطهر، والقُدُّوس: الذي طهر من الأولاد والشركاء والصاحبة. قال رؤبة: (١١٩) :

(دعوتُ ربَّ العزَّة القُدُّوسا ... )

(دُعاءَ مَنْ لا يضربُ الناقوسا ... )

قال الله عز وجل، وهو أصدق قيلا: {يُسَبِّحُ لله ما في السمواتِ وما في الأرض الملكِ القُدُّوسِ} (١٢٠) ، معناه: الطاهر. ومعنى يسبح لله: ينزه الله. (١٤٨)

ومن العرب من يقول: القدوس، بفتح القاف، وبه قرأ أبو الدينار الأعرابي (١٢١) .

وقال قوم: معنى تبارك اسمك: تفاعل من البركة. أي: البركة تُكسب وتُنال / بذكر اسمك. (٢٢ / ب)

والاسم فيه أربع لغات (١٢٢) : اسم، بكسر الألف. واسم، بضم الألف، إذا ابتدأت بها. وسِمٌّ، بكسر السين. وسُمٌّ، بضم السين. قال الشاعر (١٢٣) :

(واللهُ أَسماكَ سِماً مُباركَا ... )

(آثَرَكَ اللهُ به إيثارَكَا ... )


(١١٨) هو تتمة للحديث الشريف السابق: (سبحانك اللهم وبحمدك) ، سنن ابن ماجة ٢٦٥.
(١٩٩) ديوانه ٦٨.
(١٢٠) الجمعة ١.
(١٢١) المحتسب ٢ / ٣١٧. وينظر الشواذ ١٥٦. ولم أجد لأبي الدينار ترجمة فيما بين يدي من مصادر.
(١٢٢) ينظر: المنصف ١ / ٦٠، الإنصاف ١٦، اللسان (سما) (١٢٣) ساقطة من ك. والبيت أنشده يعقوب في إصلاح المنطق: ١٣٤. قال: أنشدني القناني. ولعل هذا ما جعل العيني ينسبه في المقاصد النحوية إلى أبي خالد القناني.

<<  <  ج: ص:  >  >>