للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٠٩ - وقولهم: فلانٌ ذَرِبُ اللسان

(٥٦)

قال أبو بكر: سمعت أبا العباس يقول: معناه: فاسد اللسان. [قال] : وهو عيب وذمّ، يقال: قد ذَرِبَ لسانُ الرجل يَذْرَبُ: إذا فسد، ويقال: قد ذَرَبَتْ معدة الرجل تذرب ذَرَباً: إذا فسدت. قال الشاعر (٥٧) :

(أَلَمْ أَكُ باذِلاً وُدِّي ونصري ... وأَصْرِفُ عنكم ذَرَبي ولَغْبي)

( [وأجعلُ كلَّ مُضْطَهَدٍ أتاني ... يخافُ الضَيْمَ بينَ حشاً وخِلْبِ] )

اللغب: الردي من الكلام، والذرب: الكلام الفاسد. واللغب في غير هذا: الإعياء. يقال: قد لَغَبَ الرجلُ يَلْغُبُ لُغُوباً، ولغِبَ يَلغَبُ لَغْباً. قال الله عز وجل: { [ولا يمسُّنا فيها لُغُوبٌ] } (٥٨) . وقال الشاعر (٥٩) :

(جزاكِ اللهُ داراً ليسَ فيها ... أَذَى نَصَبٍ عليكِ ولا لُغُوبُ)

وقال الآخر (٦٠) في الذرب: (١٠٦ / أ) /

(ولقد طَوَيْتُكُمُ على بُلَلاتِكم ... وعلمتُ ما فيكم من الأذرابِ)

معناه: من الفساد. وهذا (٦١) القول الذي سمعتُ أبا العباس يُخبر به هو قول الأصمعي.

وقال غيرهما: الذرب اللسان هو الحادُّ اللسان. وهو يرجع إلى معنى الفساد.


(٥٦) الفاخر ١١٧.
(٥٧) الزبرقان بن بدر كما في اللسان (لغب) .
(٥٨) فاطر ٣٥. وفي ك، ق: لا يمسنا فيها نصب ولا..
(٥٩) لم أقف عليه.
(٦٠) حضرمي بن عامر كما في الاشتقاق: ١٨٢، واللسان (ذرب، بلل) وهو من مقطعة له في المجتنى: ٦٣، والاختيارين: ١٦٩. وجاء في الجمهرة: ١ / ٣٧: أنه للقتال الكلابي، ويقال لحضرمي بن عامر.
(٦١) ك، ق: هو.

<<  <  ج: ص:  >  >>