للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجل: {إنِّي نذرتُ للرحمنِ صوماً} (٦٥) ، فمعناه: صمتاً. يقال: خيل صيام: إذا كانت قائمة بغير اعتلاف ولا حركة. قال الشاعر (٦٦) : (١٩ / ب) /

(خيلٌ صِيامٌ وخيل غيرُ صائمةٍ ... تحتَ العجاجِ وخيلٌ تعلُكُ اللُّجُما) (١٤٠)

ويقال للصائم: سائح، لتركه الطعام والشراب، قال الله عز وجل: {السائحون الراكعون الساجدون} (٦٧) ، فالسائحون الصائمون. وقال في موضع آخر: {تائباتٍ عابداتٍ سائحاتٍ} (٦٨) ، فمعناه: صائمات. وقال أبو طالب (٦٩) :

(وبالسائحينَ لا يذوقون قطرةً ... لربِّهم والراتكاتِ العوامِلِ)

٢١ - وقولهم قد رَكَعَ الرجلُ

(٧٠)

قال أبو بكر: معناه في اللغة: قد انحنى. يقال: قد ركع الشيخ: إذا انحنى من الكبر. قال لبيد (٧١) :

(أَليسَ ورائي إنْ تراخَتْ منيتي ... لزومُ العصا تُحنى عليها الأصابعُ)

(أُخَبِّرُ أَخبارَ القرون التي مَضَتْ ... أَدِبُّ كأني كُلّما قمتُ راكعُ)

وقال: وأنشدنا أبو العباس:

(وصِلْ حِبالَ البعيدِ إنْ وصلَ الحبلَ ... وأَقص القريبَ إنْ قَطَعَهْ)

(ولا تُعادِ الفقيرَ علَّكَ أنْ ... تركعَ يوماً والدهرُ قد رَفَعَهْ) (٧٢)

فمعناه: لعلك أن تنخفص وتنحني.


(٦٥) مريم ٢٦.
(٦٦) النابغة الذبياني، ديوانه ١١٢.
(٦٧) التوبة ١١٢.
(٦٨) التحريم ٥.
(٦٩) أخل به ديوانه، ولم أقف عليه. وأبو طالب اسمه عبد مناف بن عبد المطلب، عم النبي، ت ٣ ق هـ. (الإصابة ٧ / ٢٣٥، تاريخ الخميس ١ / ٢٩٩، الخزانة ١ / ٢٦١) .
(٧٠) غريب الحديث لابن قتيبة ١ / ٢١، اللسان والتاج (ركع) .
(٧١) ديوانه ١٧٠.
(٧٢) هما للأضبط بن قريع في البيان والتبيين ٣ / ٣٤١ والشعر والشعراء ٣٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>