للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خرج أعرابي، وكانت امرأته تَفْرَكُهُ، وكان يَصْلَفُهَا، فأتبعَتْهُ نواةً وقالت: شَطَّتْ نَواك، وناءَ سَفَرُكَ. ثم أتبعته رَوْثَةً وقالت: رثيتُك، وراثَ خبرُكَ. ثم (٣٧٧) أتبعتهما حصاةً وقالت: حاصَ رزقُكَ، وحُصَّ أَثَرُكَ.

قال أبو هفّان: تفركه: تبغضه. ويصلفها: يبغضها. وأنشد:

(وقد أُخْبِرْتُ أَنَّكِ تَفْرَكيني ... وَأَصْلَفُكِ الغداةَ فلا أُبالي) (١٣٥)

وشطت: بعدت، وناء: بعد، وراث: أبطأ، وحاص: حاد. وحُصَّ: مُحِيَ.

٨٢٧ - وقولهم: فلانٌ ذَكِيٌّ

(١٣٦)

قال أبو بكر: معناه: كاملُ الفِطْنَةِ، تامُّها، من قول العرب: قد ذَكَتِ النارُ تذكو: إذا تَمَّ وقودها. ويقال: أَذْكَيْتُها: إذا أتممت وقودَها. ويقال: مِسْكٌ ذكيٌّ: إذا كان تامَّ الطيبِ، كاملَ نفاذِ الريحِ. قال جميل (١٣٧) :

(صادَتْ فؤادي بعينيها ومُبْتَسَمٍ ... كأنَّه حينَ أَذْكَتْهُ لنا بَرَدُ)

(عذبٌ كأنَّ ذَكِيَّ المسكِ خالَطَهُ ... والزنجبيلُ وماءُ المزْنِ والشُّهُدُ)

ويقال: قد ذَكَّيْتُ الشاة: إذا أتممت (١٣٨) ذبحها، وبلغت الحدَّ الواجبَ فيه. قال الشاعر:

(نَعَم هو ذَكَّاها وأنتَ أَضعْتَها ... وألهاكَ عنها خُرْفَةٌ وفَطِيمُ) (١٣٩)

والعرب تقول: جَرْيُ المُذَكّيِاتِ غلابٌ (١٤٠) ، أي: جري المَسَانَّ مغالبةٌ، (٣٧٨) وذلك أنَّ المُذكية من الخيل، وهي التي تمَّت قوتُها وشبابها، تُحمَلُ على الخَشِن من


(١٣٥) بلا عزو في اللسان (فرك) .
(١٣٦) أخبار الأذكياء ١٠ - ١١ وفيه كلام ابن الأنباري.
(١٣٧) ديوانه ٥٨ وفيه: حين أبدته.
(١٣٨) من ك، وفي الأصل: تممت.
(١٣٩) بلا عزو في أخبار الأذكياء ١٠.
(١٤٠) أمثال العرب ٢٨، جمهرة الأمثال ١ / ٢٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>